الإعراب :
(ما نَنْسَخْ) ما شرطية في موضع نصب بفعل «ننسخ» و «ننسخ» مجزوم بها.
و (نُنْسِها) حذف منه المفعول الأول ، وتقديره «ننسكها» أي نأمر بتركها ، وهو مجزوم بالعطف على «ننسخ» المجزوم بما الشرطية ، وجواب الشرط : (نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها) أي بالإضافة إلى مصالح العباد إليها في نفسها.
(كَما سُئِلَ) الكاف في موضع نصب ، لأنها صفة لمصدر محذوف ، أي : أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى. و «ما» في «كما» مع الفعل بعدها في تقدير المصدر ، أي : كسؤال موسى ، والمصدر مضاف إلى المفعول.
البلاغة :
(أَلَمْ تَعْلَمْ) الاستفهام للتقرير ، والخطاب للنبي صلىاللهعليهوسلم ، والمراد : أمته ، بدليل قوله تعالى : (وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ). أما إظهار لفظ الجلالة بدل الضمير في قوله تعالى : (أَنَّ اللهَ) و (مِنْ دُونِ اللهِ) فهو لتكوين المهابة في النفوس.
(ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ) من إضافة الصفة للموصوف ، أي الطريق السوي ، وفيه تشنيع على من ظهر له الحق ، فعدل عنه إلى الباطل.
المفردات اللغوية :
(ما نَنْسَخْ) النسخ في اللغة : الإزالة ، يقال : نسخت الشمس الظل ، أي أزالته. وفي الاصطلاح الشرعي : رفع الحكم الشرعي بطريق شرعي متراخ عنه. والإنساء : إذهاب الآية من ذاكرة النبي صلىاللهعليهوسلم بعد تبليغه إياها ، فمعنى (نُنْسِها) نبح لكم تركها ، من نسي : إذا ترك ، ثم تعدّى بالألف. (نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها) أنفع للعباد في السهولة أو كثرة الأجر. (أَوْ مِثْلِها) في التكليف والثواب. (عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ومنه النسخ والتبديل.
(وَلِيٍ) الولي : القريب والصديق. والنصير : المعين ، والفارق بينهما أن الولي قد يضعف عن النصرة ، والنصير قد يكون أجنبيا عمن ينصره.
(تَسْئَلُوا) السؤال : الاقتراح المقصود به التعنت. (يَتَبَدَّلِ) بدل وتبدل واستبدل : جعل شيئا موضع آخر. (ضَلَ) عدل وجار وأخطأ الطريق الحق. (سَواءَ السَّبِيلِ) السواء من كل شيء في الأصل : الوسط. ومنه قوله تعالى : (فِي سَواءِ الْجَحِيمِ) [الصافات ٣٧ / ٥٥] والسبيل : الطريق.