سبب نزول الآية (١٠٦):
قال المفسرون : إن المشركين قالوا : أترون إلى محمد يأمر أصحابه بأمر ثم ينهاهم عنه ويأمرهم بخلافه ، ويقول اليوم قولا ويرجع عنه غدا ، ما في هذا القرآن إلا كلام محمد ، يقوله من تلقاء نفسه ، وهو كلام يناقض بعضه بعضا ، مثل تغيير حد الزاني بالتعيير باللسان : (فَآذُوهُما) والزانية بالإمساك في البيوت : (فَأَمْسِكُوهُنَّ ...) إلى الجلد ، فأنزل الله : (وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ) الآية [النحل ١٦ / ١٠١] وأنزل أيضا : (ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها) [البقرة ٢ / ١٠٦].
سبب نزول الآية (١٠٧):
قال ابن عباس : نزلت هذه الآية في عبد الله بن أبي كعب ورهط من قريش ، قالوا : يا محمد اجعل لنا الصفا ذهبا ، ووسع لنا أرض مكة ، وفجّر الأنهار خلالها تفجيرا نؤمن بك ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقال المفسرون : إن اليهود وغيرهم من المشركين تمنوا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فمن قائل يقول : يأتينا بكتاب من السماء جملة ، كما أتى موسى بالتوراة ، ومن قائل يقول : وهو عبد الله بن أبي أمية المخزومي : ائتني بكتاب من السماء ، فيه من رب العالمين : إلى ابن أبي أمية ، اعلم أني قد أرسلت محمدا إلى الناس ، ومن قائل يقول : لن نؤمن لك ، أو تأتي بالله والملائكة قبيلا ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : رافع بن حزيمة ووهب بن زيد لرسول الله : يا محمد ، ائتنا بكتاب تنزله علينا من السماء ، نقرؤه ، أو فجّر لنا أنهارا نتبعك ونصدقك ، فأنزل الله في ذلك : (أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ) إلى قوله : (سَواءَ السَّبِيلِ).