ودليل الجهر بها لدى الشافعية : ما روى ابن عباس رضياللهعنهما «أن النّبي صلىاللهعليهوسلم جهر ب (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)» (١) ولأنها تقرأ على أنها آية من القرآن ، بدليل أنها تقرأ بعد التعوذ ، فكان سنتها الجهر كسائر الفاتحة.
وتردد قول الشافعي في كون البسملة آية في سائر السور ، فمرة قال : هي آية من كل سورة ، ومرة قال : ليست بآية إلا في الفاتحة وحدها ، والأصح أنها آية من كل سورة كالفاتحة ، بدليل اتفاق الصحابة على كتبها في أوائل كل سورة ، ما عدا سورة براءة ، مع العلم بأنهم كانوا لا يكتبون في المصاحف ما ليس من القرآن. وبغض النظر عن الخلاف الفقهي السابق ، اتفقت الأمة على أن البسملة آية في سورة النمل ، وعلى جواز كتب البسملة في أول كل كتاب من كتب العلم والرسائل ، فإن كان الكتاب ديوان شعر فمنعه الشعبي والزهري ، وأجازه سعيد بن جبير وأكثر المتأخرين (٢).
فضل البسملة : قال علي كرم الله وجهه في قوله «بسم الله» : إنه شفاء من كل داء ، وعون على كل دواء. وأما «الرحمن» فهو عون لكل من آمن به ، وهو اسم لم يسم به غيره. وأما «الرحيم» فهو لمن تاب وآمن وعمل صالحا.
ملاحظة : أثبتّ النص القرآني برسم المصحف العثماني ، فمثلا : «وأولوا» و «يتلوا» فيهما ألف ، و «الصلوة» و «يريكم» هكذا ، أما في الإملاء الحديثة فلا تكتب الألف في الكلمتين ، وتكتب «الصلاة» و «يراكم» اليوم هكذا ، وأما في شرحي أو تفسيري فأتقيد بالقواعد الجديدة.
كذلك لا أعرب بعض الكلمات المعروفة ، مثل (أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ ، ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ) [المرسلات ١٧ ـ ١٨] لم أعرب «نتبعهم» التي هي فعل مضارع مرفوع ، لأنه كلام مستأنف ، وليس مجزوما مثل «نهلك».
__________________
(١) تكتب «بسم الله» بغير ألف ، استغناء عنها بباء الإلصاق ، في اللفظ والخط ، لكثرة الاستعمال ، بخلاف قوله تعالى : «اقرأ باسم ربك» فإنها لم تحذف لقلة الاستعمال.
(٢) تفسير القرطبي : ١ / ٩٧