يتدارك ما قد خسره في صفقة ما بأنه غبي أحمق ، وهذا هو حال المنافق. ثم إن المعول عليه في دستور القرآن الحكم بصدق الإسلام هو الإخلاص بالقلب ، لا مجرد القول باللسان.
والخلاصة : أن الله تعالى ذكر أربعة أنواع من قبائح المنافقين ، وكل نوع منها كاف وحده في إنزال العقاب بهم وهي ما يأتي (١) :
١ ـ مخادعة الله ، والخديعة مذمومة ، والمذموم يجب أن يميز من غيره كيلا يفعل الذم.
٢ ـ الإفساد في الأرض بإثارة الفتنة والتأليب على المسلمين وترويج الإشاعات الباطلة.
٣ ـ الإعراض عن الإيمان والاعتقاد الصحيح المستقر في القلب ، الموافق للفعل.
٤ ـ التردد والحيرة في الطغيان وتجاوز الحدود المعقولة ، بالافتراء على المؤمنين ووصفهم بالسفاهة ، مع أنهم هم السفهاء بحق ، لأن من أعرض عن الدليل ، ثم نسب المتمسك به إلى السفاهة فهو السفيه ، ولأن من باع آخرته بدنياه فهو السفيه ، ولأن من عادى محمدا عليه الصلاة والسلام ، فقد عادى الله ، وذلك هو السفيه ، فالسفه محصور فيهم ، ومقصور عليهم ، ولديهم شعور ما : بأنهم ركبوا هواهم ، ولم يتبعوا هدي سلفهم ، واعتمدوا في نجاتهم وسعادتهم على الأماني والتعلّات ، كقولهم : (لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً) [البقرة ٢ / ٨٠] وقولهم : (نَحْنُ أَبْناءُ اللهِ وَأَحِبَّاؤُهُ) [المائدة ٥ / ١٨] أي شعبه وأصفياؤه.
__________________
(١) تفسير الرازي : ٢ / ٦٢ ـ ٦٨