الإعراب :
(أَمْ حَسِبْتُمْ) أم هاهنا المنقطعة ، لأنها ليس قبلها همزة. (وَلَمَّا) حرف لنفي ما قرب من الحال. (يَعْلَمِ) مجزوم بلما ، وكسرت لالتقاء الساكنين ، و (يَعْلَمِ) : هاهنا بمعنى يعرف ، ولهذا تعدّت إلى مفعول واحد وهو الذين. (وَيَعْلَمَ) منصوب بتقدير أن ، أي لم يجتمع العلم بالمجاهدين والصابرين. (أَنْ تَلْقَوْهُ) في موضع بإضافة (قَبْلِ) إليه ، والهاء تعود على الموت ، وكذا هاء : (رَأَيْتُمُوهُ) أي رأيتم أسبابه ، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه.
(أَنْ تَمُوتَ) أن وصلتها في تأويل مصدر في موضع رفع اسم كان. (إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) خبر كان. (كِتاباً مُؤَجَّلاً) منصوب على المصدر. (نُؤْتِهِ مِنْها) قرئ بالإشباع وهو أحسن من الاختلاس والإسكان ، لأنه الأصل ، ثم الاختلاس ثم الإسكان وهو أضعفها. (وَكَأَيِّنْ) بمنزلة «كم» في الدّلالة على العدد الكثير ، وأصلها «أي» أدخلت عليها كاف التّشبيه. (رِبِّيُّونَ) فاعل مرفوع لقاتل ، والجملة في موضع جر صفة لنبيّ. وخبر (كَأَيِّنْ) مقدر ، وتقديره : في الدّنيا ، أو في الوجود وما أشبه ذلك.
البلاغة :
(فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ) يعني الموت ، شاهدتموه ، فيه ما يسمى بالتخييل : وهو مشاهدة ما ليس بمحسوس كالمحسوس ، كما تتخيّل الشاة صداقة الكبش ، وعداوة الذئب.
(وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ) قصر موصوف على صفة.
(انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ) استعارة ، شبّه سبحانه الرّجوع عن الدّين في الارتياب بالرّجوع على الأعقاب.
المفردات اللغوية :
(أَمْ) بل. (وَلَمَّا) لم ، لكن لنفي قريب الحصول. (يَعْلَمِ) علم ظهور. (جاهَدُوا) الجهاد : تحمّل المشاق ومكافحة الشدائد ، وهو يشمل جهاد النفس (الجهاد الأكبر) وجهاد الأعداء بالنفس دفاعا عن الدّين وأهله وإعلاء كلمته (الجهاد الأصغر) ، والجهاد بالمال للدّين والأمة ، ومجاهدة الباطل ونصرة الحق.