في نصرته ، وهم أهل مكة أو المنافقون ، أي لا تهتم لكفرهم. (حَظًّا) نصيبا من الثواب (فِي الْآخِرَةِ) في الجنة ، فلذلك خذلهم.
(اشْتَرَوُا الْكُفْرَ) أخذوا الكفر بدل الإيمان ، كما يفعل المشتري بمبادلة المبيع بالثمن.
(نُمْلِي) نمهل ، والإملاء : الإمهال (لَهُمْ) بتطويل الأعمار وتأخيرهم.
(لِيَزْدادُوا إِثْماً) بكثرة المعاصي أي لتكون عاقبتهم زيادة الإثم. (وَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ) ذو إهانة في الآخرة.
(يَمِيزَ) أي يميّز ويفرز ويفصل (الْخَبِيثَ) المنافق (مِنَ الطَّيِّبِ) المؤمن ، أي ليظهر الفارق الواضح بين المنافق والمؤمن بالتكاليف الشاقة ، كما في يوم أحد.
(وَما كانَ اللهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ) فتعرفوا المنافق من غيره قبل التمييز.
(يَجْتَبِي) يختار ويصطفي (مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشاءُ) فيطلعه على غيبه ، كما أطلع النبي صلىاللهعليهوسلم على حال المنافقين (وَتَتَّقُوا) النفاق (آتاهُمُ) أعطاهم من مال غيره (سَيُطَوَّقُونَ) أي سيلزمون وبال ما بخلوا به إلزام الطوق (ما بَخِلُوا بِهِ) أي بزكاته (يَوْمَ الْقِيامَةِ) بأن يجعل حية في عنقه تنهشه كما ورد في الحديث. (وَلِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) يرثهما بعد فناء أهلهما والميراث : ما يتوارثه أهلهما من مال وغيره (وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) فيجازيكم به.
سبب النزول :
نزول الآية (١٧٩):
(ما كانَ اللهُ لِيَذَرَ) : قال السدي : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : عرضت عليّ أمتي في صورها كما عرضت على آدم ، وأعلمت من يؤمن بي ومن يكفر ، فبلغ ذلك المنافقين فاستهزؤوا وقالوا : يزعم محمد أنه يعلم من يؤمن به ومن يكفر ، ونحن معه ولا يعرفنا ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقال الكلبي : قال قريش : تزعم يا محمد أن من خالفك فهو في النار ، والله عليه غضبان ، وأن من اتبعك على دينك فهو من أهل الجنة ، والله عنه راض ، فأخبرنا بمن يؤمن بك ومن لا يؤمن بك ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.