وقال أبو العالية : سأل المؤمنون أن يعطوا علامة يفرق بها بين المؤمن والمنافق ، فأنزل الله تعالى هذه الآية (١).
سبب نزول الآية (١٨٠):
(وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ ..) جمهور المفسرين على أنها أنزلت في مانعي الزكاة. وروى عطية عن ابن عباس أن الآية نزلت في أحبار اليهود الذين كتموا صفة محمدصلىاللهعليهوسلم ونبوّته ، وأراد بالبخل : كتمان العلم الذي آتاهم الله تعالى (٢).
المناسبة :
أدى انتصار المشركين في أحد وإصابة المؤمنين بشيء كثير من الأذى ، إلى استغلال المنافقين تلك النتيجة ، فصاروا يقولون : لو كان محمد نبيا ما قتل ولا هزم ، وإنما هو طالب ملك ، فتارة ينتصر وتارة ينهزم ، وبادروا في نصرة الكفار وتثبيط المؤمنين عن القتال ، فتألم النبي صلىاللهعليهوسلم وحزن ، فنزلت هذه الآيات تسري عنه وتزيل الحزن من نفسه ، كما سرّى عنه حينما أعرض الكافرون عن الإيمان ، وطعنوا في القرآن أو شخصه ، في قوله تعالى : (وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ ، إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً) [يونس ١٠ / ٦٥] وقوله : (فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً) [الكهف ١٨ / ٦].
التفسير والبيان :
يخاطب الله تعالى نبيه صلىاللهعليهوسلم لشدة حرصه على الناس : لا يحزنك أيها الرسول مبادرة الكفار إلى المخالفة والعناد والشقاق ومناصرة الكفر ، كأبي سفيان وغيره من أهل مكة ، واليهود والمنافقين.
__________________
(١) أسباب النزول للواحدي : ص ٧٥ ـ ٧٦
(٢) المرجع السابق : ص ٧٦