١ ـ لا يحسبن الباخلون البخل خيرا لهم ، بل هو شر لهم ؛ لأنهم ببخلهم يعرّضون أموالهم للضياع والتلف والسرقة وغيرها ، ويضرون أمتهم لتقصيرهم بما يجب عليهم من التكافل الاجتماعي والتعاون على القضاء على ظاهرة الفقر ، والفقر يضر بالأمة جمعاء ، وحياة الأمم متوقفة على بذل النفس والمال.
والفرق بين البخل والشح : أن الأول : هو الامتناع من إخراج ما حصل عندك ، والثاني : الحرص على تحصيل ما ليس عندك. والصحيح أن الشح هو البخل مع حرص ، لما رواه مسلم عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «اتقوا الظلم ، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ، واتقوا الشح ، فإن الشح أهلك من كان قبلكم ، حملهم على أن سفكوا دماءهم ، واستحلوا محارمهم».
٢ ـ (وَلِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) يدل على بقاء الله تعالى ودوام ملكه ، وأنه في الأبد كهو في الأزل غني عن العالمين ، فيرث الأرض بعد فناء خلقه وزوال أملاكهم ، فتبقى الأملاك والأموال لا مدّعى فيها ، فجرى هذا مجرى الوراثة في عادة الخلق ، وهو ليس بميراث في الحقيقة ، لأن الوارث في الحقيقة : هو الذي يرث شيئا لم يكن ملكه من قبل ، والله سبحانه وتعالى مالك السموات والأرض وما بينهما. ونظير هذه الآية قوله تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْها) [مريم ١٩ / ٤٠] والمعنى في الآيتين : أن الله تعالى أمر عباده بأن ينفقوا ولا يبخلوا قبل أن يموتوا ويتركوا ذلك ميراثا لله تعالى ، ولا ينفعهم إلا ما أنفقوا.
٣ ـ علم الله تعالى واسع ودقيق ، فهو يعلم صغار الأشياء والأعمال وكبارها ، ويعلم ما دقّ وخفي من الأعمال ، بل يعلم السر وأخفى ، فيجازي كل عامل بما عمل ، ويكافئه بحسب نيته ، كما جاء في الحديث المشهور عن عمر لدى الشيخين : «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى».