السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٨٩))
الإعراب :
(لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ) هذه القراءة بالتاء ، ويكون (الَّذِينَ يَفْرَحُونَ) منصوبا على أنه مفعول أول ، وحذف المفعول الثاني لدلالة ما بعده عليه وهو قوله (بِمَفازَةٍ مِنَ الْعَذابِ) ويكون قوله : (فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ) بدلا من (لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ) والفاء زائدة ، فلا تمنع البدل ، وهذا على هذه القراءة وعلى قراءة من قرأ بالياء.
ومن قرأ : (يحسبن) بالياء جعل (الَّذِينَ يَفْرَحُونَ) في موضع رفع فاعل ، و (الَّذِينَ) : اسم موصول ، و (يَفْرَحُونَ) : صلته ، و «هم» من قوله : (فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ) المفعول الأول. و (بِمَفازَةٍ مِنَ الْعَذابِ) : في موضع المفعول الثاني ، وتقديره : فائزين. ومن قرأ الأول بالياء والثاني بالتاء فلا يجوز فيه البدل لاختلاف فاعليهما ، ولكن يكون مفعولا الأول قد حذفا لدلالة مفعولي الثاني عليهما.
البلاغة :
(فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً) توجد استعارة في النبذ والاشتراء ، إذ شبه عدم التمسك بالميثاق بالشيء المنبوذ الملقى ، وشبه العمل بالبديل باشتراء عوض قليل من أموال الدنيا ، مقابل كتم آيات الله.
وتوجد مقابلة بين (لَتُبَيِّنُنَّهُ) و (وَلا تَكْتُمُونَهُ).
المفردات اللغوية :
(وَإِذْ) اذكر إذ أخذ (مِيثاقَ) الميثاق : العهد المؤكد ، وهو العهد المأخوذ عليهم في التوراة بواسطة الأنبياء. (أُوتُوا الْكِتابَ) هم اليهود والنصارى. (لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ) لتظهرن جميع ما فيه من الأحكام والأخبار بما فيها خبر نبوة محمدصلىاللهعليهوسلم ، حتى يعرفه الناس على وجهه الصحيح. (وَلا تَكْتُمُونَهُ) أي لا تخفون الكتاب. (فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ) طرحوا الميثاق ولم يعتدّوا به.
(وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً) أخذوا بدله من الدنيا عوضا حقيرا ، بسبب رياستهم في العلم ، فكتموه. (فَبِئْسَ ما يَشْتَرُونَ) شراؤهم هذا.