والاعتقاد الجازم الثابت الصحيح. ومعنى (سُبْحانَ اللهِ) : تنزيه الله عن السوء ، كما ثبت عن النبي صلىاللهعليهوسلم من حديث موسى بن طلحة.
إن من أدخلته النار بعدلك وبسبب انحرافه وضلاله وخطئه ، فقد أهنته وجعلته ذليلا ؛ لأن من يعصيك فأنت قاهره ومذلّه ، وما للكافرين الظالمين أنفسهم بسبب جورهم وظلمهم أعوان ومؤيدون ينقذونهم من عذاب الله تعالى. فهو جزاء عادل لمحض الظلم وتجاوز الحدود ، وإعلام بأن من يدخل النار فلا ناصر له بشفاعة ولا غيرها.
ربنا إننا سمعنا مناديا داعيا يدعو إلى الإيمان ، وهو الرسول صلىاللهعليهوسلم يقول : آمنوا بربكم ، فآمنا أي فاستجبنا له واتبعناه ، أي أنهم مزجوا إيمانهم بالله وبقدرته ، بالإيمان بكل ما جاء به رسول الله صلىاللهعليهوسلم من شرائع وأحكام وآداب وأخلاق.
ربنا فاستر ذنوبنا الكبائر ، وسيئاتنا الصغائر ، وأكرمنا بصحبة الأخيار الصالحين ، المعدودين في جملتهم ، العاملين بمثل أعمالهم ، كما قال تعالى : (فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ) [النساء ٤ / ٦٩].
(رَبَّنا وَآتِنا) : أعطنا ما وعدتنا من حسن الجزاء كالنصر في الدنيا والجنة في الآخرة ، على ألسنة رسلك ، أو على الإيمان والتصديق برسلك. وفي هذا إشعار بتقصيرهم ، والاعتماد على توفيق الله وعنايته. ولا تفضحنا أمام الناس يوم القيامة ، إنك صادق الوعد ومنجزه على الإيمان والعمل الصالح ، سواء في الدنيا بالتقدم والتفوق والسيادة ، كما قال تعالى : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ) [النور ٢٤ / ٥٥] وفي الآخرة بالفوز بالجنة ، كما قال : (وَعَدَ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) [التوبة ٩ / ٧٢].