يدل على التربية والعناية والإنعام والإحسان ، ثم للترهيب بلفظ (اللهَ) الذي يدل على الهيبة والجلال ، وهو مصداق قوله تعالى : (يَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً) هذا بالإضافة لمؤكدات أخرى كالسؤال بالله على سبيل الاستعطاف مما يدل على الإيمان بالله وتعظيمه ، وكرقابة الله واطلاعه على جميع أحوال الناس وأعمالهم ، مما يقتضي الاتقاء والحذر من العصيان والمخالفة للأوامر والنواهي.
٢ ـ كون البشرية من أصل واحد ومنشأ واحد ، أبوهم آدم وآدم من تراب ، فهي النفس الواحدة ، ووحدتها تقتضي جعل الأسرة الإنسانية متراحمة متعاونة متحابة غير متعادية ولا متخاصمة ولا متقاطعة.
٣ ـ المراد بالنفس الواحدة آدم أبو البشر عليهالسلام ، والنفس هنا هي الجسم والروح. وللجسم أو الجسد وظائف عضوية مادية ، وللنفس وظائف روحية ومعنوية ، وآثار محسوسة مثل العقل والحفظ والتذكير.
واختلف العلماء المسلمون في حقيقة النفس أو الروح على رأيين : رأي يقول : إنها حالة تعرض للجسم ما دام حيا ، والرأي الأشهر : أنها جسم نوراني علويّ خفيف حي متحرك ينفذ في جوهر الأعضاء ، ويسري فيها سريان الماء في النبات ، منفصل عن الجسم ، متصل به في حال الحياة.
وافتتاح السورة ب (أَيُّهَا النَّاسُ) بالرغم من أن السورة مدنية براعة استهلال لما في السورة من أحكام الزواج والمواريث والحقوق الزوجية ، وأحكام المصاهرة والرضاع وغيرها من أحكام الرابطة الإنسانية. والغالب إذا كان الخطاب ب (يا أَيُّهَا النَّاسُ) وكان الخطاب للكافرين فقط أو معهم غيرهم أعقب بدلائل الوحدانية والربوبية ، وإذا كان الخطاب للمؤمنين أعقب بذكر النعم.
٤ ـ المرأة جزء حقيقي من الرجل ، منه خلقت ، وإليه تعود ، يأنس كل منهما بالآخر ، ويألفه ويحن إليه ، سواء أكانت المرأة أما أم أختا أم بنتا أم