امرأة : كبيشة بنت معن الأنصارية ، فطرح ابن له من غيرها يقال له : حصن ثوبه عليها ، فورث نكاحها ثم تركها ، فلم يقربها ولم ينفق عليها يضارّها لتفتدي منه بمالها ، فاشتكت إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال لها : اقعدي في بيتك حتى يأتي فيك أمر الله ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
التفسير والبيان :
كانت المرأة قبل الإسلام مهضومة الحق ، فقرر لها الله تعالى حقوقا في شؤون الزواج ، ونهى عن الاعتداء عليها.
الحق الأول ـ تحريم إرث ذات النساء :
ليست المرأة متاعا يورث ، فلا تورث زوجة المتوفى ، ولا يحل لكم أيها المؤمنون تقليد أهل الجاهلية ، فترثون المرأة كما ترثون الأموال والأمتعة ، وتتصرفون فيها كما تشاؤون ، وهن كارهات لذلك ، فإن شاء أحدكم تزوجها ، وإن شاء زوجها غيره ، وإن شاء منعها الزواج.
الحق الثاني ـ عضل المرأة :
أي منعها من الزواج والتضييق عليها : ولا يحل لكم إرث النساء ولا التضييق عليهن حتى تفتدي المرأة نفسها منكم بالمال من ميراث أو صداق ونحو ذلك. أخرج ابن جرير عن ابن زيد قال : كانت قريش بمكة ينكح الرجل منهم المرأة الشريفة فلعلها ما توافقه فيفارقها على ألا تتزوج إلا بإذنه ، فيأتي الشهود فيكتب ذلك عليها ، فإذا خطبها خاطب ، فإن أعطته وأرضته أذن لها ، وإلا عضلها ، وكثيرا ما كانوا يضيقون عليهن ليفتدين منهم بالمال.
والخطاب إلى الذين نهوا عن العضل إما الأزواج ، وإما أولياء الميت الذين يرثون زوجته ويمنعونها من الزواج حتى تموت فيرثوها ، وإما أولياء المرأة ،