سجال ، يوم بيوم بدر ، اعل هبل (صنم عند الكعبة) أي ظهر دينك. ولما انصرف ومن معه قال : إن موعدكم بدر العام القابل ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : قولوا له : هو بيننا وبينكم.
ثم بحث رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن عمه الحمزة ، فوجده مبقور البطن ، مجدوع الأنف ، مصلوم الأذن ، فحزن حزنا شديدا ، وقال : «لئن أظهرني الله عليهم لأمثلنّ بثلاثين منهم». ثم سجّاه ببردته ، وصلى عليه ، وكبر سبع تكبيرات ، وصف إلى جانبه القتلى ، وصلى عليهم ثنتين وسبعين صلاة. ثم دفن حمزة ، وأمر النبي صلىاللهعليهوسلم بدفن بقية القتلى قائلا : ادفنوهم حيث صرعوا.
وكان سبب الهزيمة كما تبين مخالفة الرماة أمر النبي صلىاللهعليهوسلم وطمعهم في الغنائم ، وكانت هذه المعركة محنة للمسلمين ، وتمحيصا وتربية للمؤمنين ، وتعليما لهم بأن النصر منوط باتخاذ الأسباب ، وأن الهزيمة لا تعني نكسة في الإيمان واضطرابا في اليقين ، لذا قال تعالى : (فَأَثابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ ، لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلى ما فاتَكُمْ ، وَلا ما أَصابَكُمْ ، وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ) [آل عمران ٣ / ١٥٣]. وأن البلاء يعم ، كما قال تعالى : (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً) [الأنفال ٨ / ٢٥].
التفسير والبيان :
اذكر لهم يا محمد وقت خروجك من بيتك غدوة يوم السبت سابع يوم من شوال سنة ثلاث للهجرة تنزل المؤمنين أمكنة القتال ، وتعبئ الجيش ، فتضع جماعة على جبل الرماة ، وآخرين في الميمنة ، وأولئك في الميسرة ، وتخصص مواضع معينة للفرسان.
والله سميع لما قاله المؤمنون فيما شاورتهم فيه ، سواء الذين قالوا : «لا تخرج إليهم وأقم بالمدينة حتى يدخلوها علينا» والذين قالوا : «اخرج بنا حتى نلقاهم في