الشيء : مثله ، وهذه المضاعفة : إما في الزيادة فقط التي هي الربا ، وإما بالنسبة إلى رأس المال كاستدانة مائة بثلاثمائة (وَاتَّقُوا اللهَ) بترك الربا بأن تجعلوا لأنفسكم وقاية من عذابه (تُفْلِحُونَ) تفوزون (وَاتَّقُوا النَّارَ) أن تعذبوا بها (أُعِدَّتْ) هيئت (وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ) بادروا إلى الأسباب المؤدية إليها من الأعمال الصالحة ، كالصدقة وفعل الخير والتوبة عن الآثام كالربا ونحوه (عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ) أي كعرضهما لو وصلت إحداهما بالأخرى ، والعرض : السعة ، والمراد وصف الجنة بالسعة.
(السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ) السراء : الحال التي تسر ، والضراء : الحال التي تضر ، وفسرهما ابن عباس باليسر والعسر (وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ) الحابسين والكاتمين له مع القدرة على إمضائه. والغيظ : أشد أنواع الغضب ، وهو ألم شديد يحدث في النفس عند الاعتداء على حق مادي كالمال والولد ، أو معنوي كالشرف والعرض والكرامة.
(الْمُحْسِنِينَ) الإحسان : الإنعام والتفضل على الغير على نحو لا مذمة فيه (فاحِشَةً) الفاحشة : الذنب الكبير والفعل القبيح الذي يتعدى أثره إلى الغير كالزنا والغيبة ونحوهما. وظلم النفس : هو الذنب الذي يقتصر أثره على الفاعل كشرب الخمر ونحوه.
(ذَكَرُوا اللهَ) تذكروا وعده ووعيده ، وأمره ونهيه ، وعظمته وجلاله.
(يُصِرُّوا) يداوموا ، والمراد شرعا بالإصرار على الذنب : الاستمرار في فعل القبيح دون إقلاع عنه من غير تراجع ولا استغفار ولا توبة (وَهُمْ يَعْلَمُونَ) أن الذي أتوه معصية.
سبب النزول :
نزول الآية (١٣٠):
أخرج الفريابي عن مجاهد قال : كانوا يبتاعون إلى الأجل ، فإذا حل الأجل ، زادوا عليهم ، وزادوا في الأجل ، فنزلت : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَوا أَضْعافاً مُضاعَفَةً).
وأخرج أيضا عن عطاء قال : كانت ثقيف تداين بني النصير ، فإذا جاء الأجل قالوا : نربيكم وتؤخرون عنا ، فنزلت : (لا تَأْكُلُوا الرِّبَوا أَضْعافاً مُضاعَفَةً).