منزلة الخلق والسلطان ، كما وصفه بذلك في أشرف أحواله وهي ليلة الإسراء فقال : (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً) ووصفه بذلك أيضا في مقام الدعوة إليه في قوله : (وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللهِ يَدْعُوهُ كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً) [الجن ٧٢ / ١٩] ووصفه هنا عند إنزال
الكتاب عليه وتكليفه بتبليغ الرسالة.
ثم وصف الله تعالى ذاته بأربع صفات من صفات الكبرياء ، فقال :
١ ـ (الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) أي أن المالك الحقيقي لجميع ما في السموات والأرض هو الله تعالى ، والمالك : له السلطان المطلق في التصرف في ملكه كما يشاء ، وله القدرة التامة على ما في ملكه إيجادا وإعداما ، وإحياء وإماتة ، وأمرا ونهيا على وفق الحكمة والمصلحة.
وهذا دليل على وجود الله تعالى ، لأنه لا طريق إلى إثباته إلا ببيان احتياج هذه المخلوقات إليه سبحانه في أصل وجودها ، وزمان حدوثها ، وأثناء بقائها ، وتصرفه تعالى فيها كيف يشاء ، والحاجة إلى الموجد المتصرف يوجب وجوده ، لذا قدمت هذه الصفة على سائر الصفات.
٢ ـ (وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً) أي لم يكن له ولد إطلاقا ، خلافا لما زعم اليهود والنصارى ومشركو العرب من جعل عزير والمسيح ابن الله والملائكة بنات الله ، كما حكى القرآن عنهم: (وَقالَتِ الْيَهُودُ : عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ وَقالَتِ النَّصارى : الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ) [التوبة ٩ / ٣٠](فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَناتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ. أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِناثاً وَهُمْ شاهِدُونَ. أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ. وَلَدَ اللهُ ، وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ. أَصْطَفَى الْبَناتِ عَلَى الْبَنِينَ؟!) [الصافات ٣٧ / ١٤٩ ـ ١٥٣].
٣ ـ (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ) أي ليس لله في ملكه وسلطانه شريك ، فهو المتفرد بالألوهية ، المستحق وحده للعبادة والعبودية ، وإذا عرف