كذبوه حين قال لهم شعيب : ألا تتقون عذاب الله؟! بالإيمان به وبرسوله وبالامتناع عن معاصيه. ولم يقل «أخوهم شعيب» لأنه كما يرى الزمخشري والبيضاوي والرازي لم يكن منهم نسبا. ورأى ابن كثير أنه تعالى قطع نسب الأخوة بينه وبينهم ، للمعنى الذي نسب إليهم وهو عبادة الأيكة وهي شجرة ، وإن كان أخاهم نسبا.
وحثهم بإخلاص على اتباع رسالته مطمئنا لهم بصراحة أنه رسول إليهم مرسل من عند الله ، أمين على تبليغ الرسالة بكاملها ، فاتقوا الله وخافوه بامتثال أمره واجتناب نهيه ، وأطيعوني فيما آمركم به وأنهاكم عنه ، وما أطلب منكم أجرا وجزاء ماديا أو معنويا كجاه أو سلطان أو رياسة على تبليغي الرسالة ، فما جزائي إلا على الله الذي أرسلني إليكم.
نصحهم بهذه النصائح الأساسية في رسالته ، ثم أمرهم بأشياء قائلا :
١ ـ إيفاء الكيل والميزان : (أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ) أي إذا بعتم فأتموا الكيل والميزان ، ولا تكونوا ممن ينتقص الناس حقوقهم ، وإذا اشتريتم فلا تزيدوا في الوزن والكيل طمعا بأموال الناس ، كما لو بعتم ، أي أن الواجب يقتضي المساواة في الأخذ والعطاء ، فخذوا كما تعطون ، وأعطوا كما تأخذون.
(وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ) أي وزنوا بالميزان العادل السوي ، ونظير الآية قوله تعالى : (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ ، وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ ، أَلا يَظُنُّ أُولئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ) [المطففين ٨٣ / ١ ـ ٤] فهذا نهي عن التطفيف في الكيل والوزن ، يشمل المساواة في الأخذ والعطاء والبيع والشراء.
ثم نهاهم عن الظلم والبخس نهيا عاما في كل حق فقال :