ذاتيا او زمانيا ومكانيا فانها بعد في ساحة الألوهية ، ومس من كرامة الربوبية :
فلتكن في حاضر خاطرك ، في علمك وعملك ، في سرّك وعلانيتك ، في جوارحك وجوانحك ، حاضرا لديه ، أقرب منك إلى نفسك فضلا عما سواك ، انمحاء لنفسك لكمال الحضور ، فانعدم هنا عن كافة شخصياتك وتعلقاتك أمام ربك حتى تنوجد متعلقا بل وتعلقا بربك متدليا به.
أم تحضر بحضرته كما أنت حاضر لنفسك ، ام ـ لأقل تقدير ـ كما أنت حاضر عند عزيز من أعزتك وأنت تراه ، أم وادنى منه أنه يراك ، آه يا ويلنا ونحن بعيدون في معراجنا عن هذه الأربع ، بل نجد كل ضالة سوى الله في صلاتنا! أفنحن أضعف من نساء في المدينة بالنسبة لحضرة يوسف (فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ) ويوسف عبد من عبيد الله ، فهن؟؟؟ أنفسهن فيقطعن أيديهن من جمال الحضور ، ونحن نتثاقل عن معراج الصلاة لحد النفور ، فأين تفرون؟!
فليكن المصلى في معراجه حضورا مطلقا لدى ربه دون غياب ، فان إليه الإياب وعليه الحساب وهو رب الأرباب.
تتقدم «إياك» هنا على «نعبد ونستعين» تدليلا على حصر العبادة في الله ولله ، وحصر الاستعانة في الله : نعبدك أنت لا سواك ، ونستعينك أنت لا سواك ، تعبيرا عبيرا عن (لا إِلهَ إِلَّا اللهُ).
تتقدم ، لأن الله أحق في التقديم عليك وعلى عبادتك بكل موازين التقديم ، فمن أنت حتى تتقدم على ربك وإن في حضرة العبودية ، وما هي عبادتك حتى تتقدم على المعبود في حضرته؟!
و «نعبد .. ونستعين» جمعا ليس جمع التعظيم للمفرد حيث المقام مقام