اللفظ ويراعة المعنى.
وترى لماذا لم يفتتح الكتاب ب (ذلِكَ الْكِتابُ) وإنما بفاتحة الكتاب ، فهل إنه خارج عن الكتاب؟.
الجواب : أنها السبع المثاني عدلا للكتاب ، فهي هي كتاب ، والقرآن العظيم كتاب ، وأين كتاب من كتاب؟ من إحكام في فاتحة الكتاب ، وتفصيل في سائر الكتاب ، ولتكن الحمد مشارا إليها في (ذلِكَ الْكِتابُ) ضمن كل مشار إليه ب «ذلك».
ثم ترى (ذلِكَ الْكِتابُ) كيف يشير إلى كل الكتاب ولمّا يكمل تفصيله مهما كمل محكمه ، وليس محكمه ـ فقط ـ النازل على الرسول ليلة القدر ـ ليس هو هدى للمتقين ، إنما للرسول والرسول فقط ، ثم وتفصيله هدى؟
أقول : «ذلك» نزلت حين نزلت ، تعني الكتاب المفصل ما نزل منه وقتها وما لم ينزل ، فانه كله في علم الله ، وهو كله هدى للمتقين بطبعه ، في دوره ووقته ، ثم تعني الكتاب الحاضر كله بعد تنزيله كله وتأليفه كما هو الآن ، كما تعنيه «ذلك» و «القرآن» وسواهما من أسماء تعني القرآن كلّه ، في القرآن كلّه.
أو أنها تعني بالفعل ما نزل قبلها من المكيات ، عناية الواقع الماضي والحاضر ، ومن ثم تعني ما سوف ينزل إلى آخر العهد المدني عناية المستقبل الأكيد الذي هو بمنزلة الحاضر.
وكما القرآن والكتاب كله قرآن وكتاب ، كذلك بعضه ، وحتى سورة قصيرة منه كالكوثر ، المتحدى بها الناكرون ، فلا غرو أن يكون «ذلك» إضافة إلى ذلك ـ تعني البعض الحاضر منه ، فانه نور وهدى بأبعاضه كما يهدي بمجموعة! ، كما وأن من «ذلك» سورة الحمد النازلة قبلها بأعوام ،