وهكذا يكون دوما دور غير المؤمنين : منافقين وكافرين ، أن الايمان سفه ورجعية سوداء وتأخر عن الحياة في زعمهم ، والكفر والنفاق سياسة حيوية وشطارة ، وأن موافقة السر والعلن. تفسد الحياة ، ومنافقتهما تصلحها ، حيث اختلف لديهم موازين الحياة الصالحة ، إذا أخلدوا إلى الأرض واتبعوا أهوائهم فكان أمرهم فرطا! :
ولماذا هنا «الناس» لا «المؤمنون» وهم ناس خصوص دون سائر الناس ، وقد ذكر «الناس» في القرآن اكثر بكثير من المؤمنين والمتقين ـ وحتى المسلمين : الذين هم أعم من المؤمنين ـ فانه (٢٤١) مرة وهي كلها خطابات عامة؟
علّه لأن المطلوب منهم فعلا أقل درجات الإيمان التي تخرجهم ـ لأقل تقدير ـ عن كفر النفاق ، وأن هذا الإيمان لا يكلّفهم إلّا أن يكونوا من سواد الناس ، ولهم ما لسائر الناس من عقل وإدراك ، فإذا لم يؤمنوا كما الناس فهم أولاء إذا نسناس ، فاقدين ما للناس من عقل ، (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ وَلكِنْ لا يَعْلَمُونَ) علم الناس ، حيث الإيمان هكذا لا يتطلب براعة في العلم والعقل ، وإنما يكفيه كونك على مشارف العقل دون أشرافه!
وترى أن الإيمان الصادق القرين بكافة البراهين سفه ، ثم الكفر والنفاق اللذان ترفضهما البراهين عقل؟ ما هذه إلّا دعاية غوغائية ضد المؤمنين ، لكي لا يرغب في الايمان من يحبون العقل المتين!
ولماذا هنا (لا يَعْلَمُونَ) وهناك وهنالك (لا يَشْعُرُونَ)؟
علّه لأن الوقوف على حق المؤمنين وعقلهم ، وباطل المنافقين وسفههم بحاجة إلى علم زيادة على شعورهم فاقدوه ، ولكن التمييز بين الصلاح