أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ) (١٦ : ١٠٣) فحيث لم يجدوا عربيا يفترون أنه علّمه ، قالوا : علّمه سلمان الفارسي ، خبلا في فريتهم وخبطا عشوائيا في مريتهم ، فجاء الجواب الحاسم : (لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ)! فإذ لم يأت به عربي ولم يعلمه فكيف بأعجمي جاءه في العهد المدني ، وقد نزل من القرآن شطر عظيم في العهد المكي!.
٤ ـ ثم وحتى بآية فإنها قرآن ويشمله التحدي الاول وان لم ترد في خصوصها آية ، حيث الآية في القرآن تعني الآية الإلهية : الدالة على كونها إلهية المصدر والصياغة ، بنفسها ، وكما الآيات تعبير عن المعجزات فالقرآن آية إلهية بمجموعه ـ بعشر سور ـ بسورة ـ بكل آية آية : (تِلْكَ آياتُ اللهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) (٢ : ٢٥٢).
ومهما كانت هذه الآيات درجات بالنسبة للمستدلين بها.
ولكنها كلها مصبوغة بصبغة واحدة ، مساغة بصيغة واحدة فصاحة وبلاغة وحتى في موسيقى التعبير فضلا عن محتوياتها.
فالقرآن آية إلهية جملة وتفصيلا ـ بآية او سورة او عشر سور أم كله ، مهما اختلفت القابليات في الحصول على هذه او تلك بمختلف العقول في مختلف الحقول!.
ومن ثم فحتى لو درس محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في المدارس كلها ، واكتسب العلوم كلها لا يقدر ان ياتي بمثل هذا القرآن ولو بسورة من مثله او آية! كيف ولم تسبق له سابقة دراسة او تلاوة ثم أتى بالقرآن العظيم الذي يعجز دون سورة منه العالمون ، ولقد كان المجال أمامهم مفتوحا ، واهتمامهم الشديد بمعارضة القرآن وإبطال حجته مفسوحا ، وحتى الآن لم يأتوا ولن يأتوا ولا بسورة من مثله ، أفلا يدل كل ذلك على تحليق