(فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ) (٤٨ : ٢٩) والإحاطة : (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى) (٢٠ : ٥) والاستقرار : (فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ) (٢٣ : ٢٨) (لِتَسْتَوُوا عَلى ظُهُورِهِ) (٤٣ : ١٣) والتماثل : (هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ) (٢٦ : ٧٦) وإتمام التدبير على سواء فيما عديت بإلى كما هنا : (ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ) : أتمّ تدبيره الى تسوية السماء سبعا دونما تكلف رغم أنها سماء.
ومعنى المساواة مضّمنة فيها في كافة أحوالها ، فالاستواء الى السماء هو إتمام تدبيره الى السماء ، على سواء في ذلك بين الأرض والسماء فانما هما وجاه خلقه وتدبيره سواسية سواء ، دون عييّ ولا لغوب.
ولماذا «فسواهن»؟ والسماء واحدة لا يرجع إليها ضمير جمع! وجمع السماء وهي السبع لا تسوّى سبعا ، اللهم الا تحصيلا للحاصل!.
أقول : السماء واحدة قبل تسبيعها ، ولكنها لمشارفتها الى سبعها اعتبرت كأنها سبع «فسواهن» السماء المشارفة لسبعها (سَبْعَ سَماواتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) ولذلك فهو على كل شيء محيط وبكل شيء قدير.
وطالما تنادى آيات من الذكر الحكيم ـ المستعرضة لخلق الكون ـ أن السماوات سبع ، فقولة القائلين أنها بليارات حسب عديد الكرات ، او أنها الأجواء السبعة للمنظومة الشمسية ، إنها قولة خاوية هراء ، فان سماوات المفرطين هناك والمفرّطين هنا كلّها مطويات كنقاط في السماء الاولى من السبع حسب القرآن وقد فصلت في «فصلت» (١)
كما وان توجيه خلق ما في الأرض بتقديره دون إيجاده رغم المصارحة من
__________________
(١) نفصل البحث حول السماوات في الآيات من فصلت وسائر اياتها ، كل حسب دلالاتها.