رأوا من يفسد فيها ويسفك الدماء» (١) فالخليفة هنا إنسان يخلف إنسانا مضى ام من ذا ، لا أنه يخلف الله وسبحانه الله ان يخلفه انسان ام من ذا.
لا نجد تصريحة ولا إشارة قرآنية على خلافة الله هذه ، اللهم إلّا ان يجعل الله إنسانا خليفة عن سالفه ، فقد يسمّى خليفة الله ولا تعني أنه يخلف الله ومعاذ الله ، وانما الذي نصبه الله نائبا يخلف مثيله في منصبه ، نبوة أو إمامة أم ماذا : (يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ) (٣٨ : ٢٦) (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الْأَرْضِ) (٦ : ٢٦) (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ) (٢٧ : ٦٢) فهنا خلافة خاصة كما لداود وأضرابه ، وهناك عامة كما للناس أجمعين عن ناس قبلهم ، او بعضهم عن بعض.
فمن المستحيل خلافة الله نفسه لايّ من العالمين وحتى الحقيقة المحمدية ف (ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ) و (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ) فهو هو لا يخلف الله في ايّ من شؤون الالوهية والربوبية حتى ولا في بلاغ الأحكام ، وانما هو رسول ، لا خليفة ولا نائب ولا وكيل ، (وَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً) (١٧ : ٥٤) (وَكَفى بِرَبِّكَ وَكِيلاً) (٤ : ١٧١) (أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً) (٢٥ : ٤٣)
فإذا لا يكون أفضل المرسلين واوّل العابدين وكيلا لرب العالمين فهل هو بعد خليفة عنه ، وهي أسمى المنازل وقمة المراحل؟ أو هل يكون آدم بذريته كلهم خلفاء الله؟ وليس أصفياءهم وكلاءه!
أم إنه خليفة الملائكة حتى يستجيش مشاعرهم وضمائرهم لحد الاستفهام كأنه اعتراض : «أتجعل ..»؟
__________________
(١) تفسير البرهان ١ : ٧٤ ـ العياشي عن هشام بن سالم قال قال ابو عبد الله (عليه السلام) ...