وهم عارفون أنفسهم انهم معصومون (يَخافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ) (١٦ : ٥٠) فلا يستخلف عنهم ربهم إلّا كأمثالهم أو أطوع منهم وأرقى! فلما ذا يسألون «أتجعل ..» او قد كان يكفيهم (وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ ..) دون تقصير ، فلما ذا الاستخلاف!.
كما وأن الملائكة لم يكونوا ولن ـ من سكنة الأرض حتى يخلفهم خليفة في الأرض : (قُلْ لَوْ كانَ فِي الْأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ مَلَكاً رَسُولاً) (١٧ : ٩٥) (وَلَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ ، وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِها) (٤٣ : ٦١) فجعل الملائكة في الأرض مستحيل حتى تقوم الساعة ، فكيف يخلفهم إنسان الأرض وفيم يخلفهم؟ أفيما هم يؤمرون في السماء ، عزلا لهم عن مقاماتهم فهم عزّل؟ أم فيما يرسلون به إلى الأرض؟ ام ماذا؟! سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم!
او هم خليفة الجن ، المفسدين في الأرض ومسفكين؟ وهم قد خلقوا قبلهم! : (وَالْجَانَّ خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نارِ السَّمُومِ) (١٥ : ٢٧)؟.
ولكنهم بعد لم ينقرضوا ، او لم يبعدوا عن الأرض حتى يخلفهم فيها إنسان الأرض ، ثم ولا نعرف خلافة للإنسان عنهم فيما لهم من حياة الأرض ، فكيف يكون الإنسان إذا خليفة عنهم في الأرض؟!
أو هم بنو الإنسان ، حيث يخلف بعضهم البعض : (هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ) (٦ : ١٦٥) (وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ) (٧ : ٦٩) (وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفاءَ مِنْ بَعْدِ عادٍ) (١٧ : ٧٤)
وآية الخلافة : «إني جاعل ..» تعني خلافة آدم الاوّل ومن ثمّ بنيه ، فليكن هو الخليفة الأصل ثم فروعه الفروع ، وان «خليفة» تعني ـ على