حطة : (وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ).
وقد تلمح (الَّذِينَ ظَلَمُوا) بدلا عن «المخطئين» او «الظالمين» أنهم جماعة من الخاطئين إذ ظلموا بتبديل القول غير الذي قيل لهم ، ظلما على خطيئتهم ، لا كل الخاطئين ، إذ تابعت فرقة منهم سيرة المحسنين ، ففعلوا ما فعلوا وقالوا ما قالوا ، وتخلفت أخرى قدما الى تخلفات اخرى : (فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ) ـ (بِما كانُوا يَظْلِمُونَ) (٧ : ١٦٢) فهم إذا ثلاث: محسنون ـ تائبون ـ خاطئون ظالمون فاسقون ـ ولم يكن الرجز إلّا على الآخرين.
وترى ان (قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ) يعني تبديل قول «حطة» فقط إلى غيره؟ دون تبديل لفعل : (ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً)؟ والفعل أصعب تحقيقا وأقرب تخلفا!
إن قولا ـ هنا ـ الموصوف بغير الذي قيل لهم هو مفعول ثان ل «بدل» فأوّلها : قول الله ، فقد بدلوه الى غيره : ما يغايره ـ فتبديل قوله : (ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً) دخولهم معاكسا ، كأن يدخلوها زاحفين على أستاههم (١) مقبلين لها بأدبارهم مهما كانوا راكعين لكي يعاكسوا امر الله مستهزئين.
__________________
(١) الدر المنثور ١ : ٧١ ـ اخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس وأبي هريرة قالا قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): دخلوا الباب الذي أمروا ان يدخلوا فيه سجدا يزحفون على أستاههم وهم يقولون : حنطة في شعيرة.
ورواه مثله في تفسير البرهان ١ : ١٠٣ عن تفسير الامام الحسن العسكري (عليه السلام) بقوله : «لم يسجدوا كما أمروا ولا قالوا ما أمروا ولكن دخلوها مستقبيلها بأستاههم وقالوا : هطا سمقانا ، يعني حنطة حمراء نتقوتها أحب إلينا من هذا الفعل وهذا القول ..».