عن العمرة ثم الإهلال بالحج ، وكذلك متعة الجنس مع النساء ، ولتكون على أهبة أكثر لعب الحج ، فتلك إذا رحمة للحجاج عن زحمة المواصلة بين الحج والعمرة بإحرام موصول دونما انقطاع ، وليس يعني الهدي للمتمتع جبرانا عن تمتعه ، فان الله هو الذي فرضه على النائين ، وانما هو هدي الهدية من هؤلاء الآتين من كل فج عميق ، هدية للفقراء من الحجاج وسواهم في مملكة الحج ، وشعارا للتضحية والفداء لزوار الله ، احياء كسنة دائبة لما ابتلي به الخليل بأمر الجليل ، والله يهدي من يشاء الى سواء السبيل.
ثم (فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ) على المتمتع مبيّن ما استيسر في آيات الحج فلا نعيد ، وإنما نعيد أن هدي الأضحية غير مستيسر لمن لا يجد مناه في منى أن يأكله : من بائس فقير او قانع ومعتر ، فليبدّل بها بديلا عنها من ثمنها ، أم تتخذ وسيلة جماهيرية لصرفها في الفقراء أيا كانوا وأيّان.
(فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ ..)
«لم يجد» من ماله ، فان هو واجده ولا يجد الهدي فهو واجد ليس عليه صيام ، فإنما يضع المال عند من يذبح الى آخر ذيحجة الحرام من سنته او العام القابل ، ام يهدي ثمنه الى اهله ، فانما بديل الصوم على من لم يجد.
فعدم وجدان الهدي الأضحية لعدم وجدان ثمنه هو الذي يحوله الى عشرة كاملة ، فسواء له أكان هناك هدي أم لم يكن ، فعدم وجدان ثمنه هو موضوع الحكم هنا ، فانه المصداق ل (فَمَنْ لَمْ يَجِدْ) يعني (فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ) إذ لم يستيسر له ثمنه فضلا عنه ، واما المستيسر له ثمنه دونه فليس عليه الّا «ما استيسر» ، وليس من مستيسر الهدي ملابس الزينة التي لا ضرورة فيها ، فانها مندوحة المؤمن ، فليس بيعها مستيسرا لأصل هكذا بيع لغضاضته ، ثم تعريه عما تعوده من ملابس الزينة. ثم وجد ان «ما استيسر» له مراحل ، قد لا يجده