قد يبدو الأخير كأنه هو المقصود : (حاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) مقابل «المسافرين إلى المسجد الحرام»؟ ولكن الحاضر لا يقابل ـ فقط ـ المسافر ، بل والغائب والبادي ، إذا فليست الآية لتؤيد الأخبار المحدّدة ل (حاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) بما دون حد السفر الأربعة فراسخ المرجّعة ، فحد السفر في الأصل ثمانية فراسخ كمسيرة يوم في زمنه.
ولا الأخبار التي تقول انه ستة عشر فرسخا (١) بتأويل انها تعني من الجوانب الأربعة ، حيث الكلام فيها نفس الكلام ، ثم الستة عشر نفسها ليست حدّ السفر ، بل ضعفه.
اجل قد يؤيّد رواية «من كان منزله دون الميقات» اعتبارا بان الميقات محسوب بحساب المسجد الحرام حيث يحرم منه ، واقرب المواقيت الخمسة هي قرن المنازل ـ يلملم ـ والعقيق ، وهي قرابة ستة عشر فرسخا ، فهما ـ إذا ـ متجاوبان.
وقد تقرب أخبار الأربعة فراسخ لا كحد السفر ، بل هي حد الحرم ، ولكنها ليست اربعة فراسخ من كل جوانب المسجد الحرام ، اللهم إلّا ان يعنى كل المسافة المسطحة وهي ستة عشر فرسخا فتجاوب أخبار الستة عشر فرسخا ،
__________________
(١) منها صحيحة زرارة عن أبي جعفر (عليهما السّلام) قلت له : قول الله في كتابه (ذلِكَ لِمَنْ ...) فقال: «يعني أهل مكة ليس عليهم متعة ، كل من كان أهله دون ثمانية وأربعين ميلا ذات عرق وعسفان كما يدور حول مكة فهو ممن دخل في هذه الآية ، وكل من كان اهله وراء ذلك فعليه المتعة» أقول : وذات عرق قرابة ستة عشر فرسخا ولا تهم زيادة او نقصان مّا.
والصحيح عن عبد الله الحلبي وسليمان بن خالد وأبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السّلام) قال : ليس لأهل مكة ولا لأهل مرو ولا لأهل سرف متعة وذلك لقول الله عزّ وجلّ «ذلك ...»
أقول : مرو وسرف اكثر من اربعة فراسخ بكثير.