والمستطاع ، فان سئل عن وطنه يقال وطن أهله ، إذ لا يقيم كمواطن عند غير أهله مهما طال مكوثه فيه.
وقد يكفي في صدق (حاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) انهم من القاطنين في تلك المساحة ، او مجاورين ، كما يعني أصالة الآهلين فيها الذين هم من أهلها ، ثم لا يشرط وراء (حاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) شرط آخر كأن يكون له فيه ملك بيتا وسواه ، بل ولا بيت مستأجر ، فقد يسكن في أماكن عامة وسواها من غير ملك له ولا مستأجر.
وترى الذي كان أهله حاضري المسجد الحرام قبل الحج بأشهر ، مجاورا او مقيما لفترة طائلة ، او متوطنا ، هل يصدق عليه (لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ؟) طبعا لا ، فان واقع الحضور لأشهر من الزمن يخرجه عمن لم يكن ، سواء كانوا بقصد التوطن او المجاورة ، وهنا أحاديث فرقت بينهما ان شرط المجاورة مقام سنة لأقل تقدير ، ولكن المتوطن له حكمه منذ يقيم متوطنا ، وترى الذي أهله حاضروا المسجد الحرام قبل الحج بقدر يصدق ، ولكنه هو نفسه لم يكن حاضرا مثلهم ، فانما يتردد عندهم لضرورة الشغل ام سواها ، فهل هو آفاقي ام حاضر؟ ظاهر الآية حضوره ، حيث المدار حضور أهله ، لا هو مع أهله ، مهما كان حضوره هو فقط يكفيه ، حيث المدار رياحته بحضور أهله ، شرط ان يتردد إليهم قدر المكنة الواجبة.
وعلى أية حال فالقدر المعلوم ممن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام هو غير المتوطن ولا المجاور ، ثم في غيرهما ممن حضر أهله قبل الحج بأشهر تردد أشبهه انه لم يكن ، فانه ليس من الحاضرين في ايّ من الأعراف مهما طال سفره كما و «كان» تلمح لسابق المكوث الطائل ، ثم و «أهله» تؤيد شريطة طول المكوث توطنا ام جوارا ، حيث الحجاج لا يسافرون باهليهم ـ حسب العادة ـ