هو قدر الكسب؟ «نصيب» هنا قد تكون قدر الكسب دعاء وعملا او زاد كنصيب الآخرة ، ام قدره او نقص او زاد كنصيب الدنيا ، فانه ليس إلّا قدر المصلحة والحكمة الربانية ، إذا فنصيب الدنيا في مثلث حسب الحكمة من جراء «ما كسبوا» لها ، ونصيب الآخرة في مثنى ثانيهما قضية الفضل وهو دائب كما وعد الله (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها) و «نصيب» يشمل ذلك المخمّس في النشأتين وكما تشمل النصيبين لأهل الدنيا والآخرة (وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً). ف (مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعاجِلَةَ عَجَّلْنا لَهُ فِيها ما نَشاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاها مَذْمُوماً مَدْحُوراً. وَمَنْ أَرادَ الْآخِرَةَ وَسَعى لَها سَعْيَها وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ كانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً. كُلًّا نُمِدُّ هؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطاءِ رَبِّكَ وَما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً) (١٧ : ٣٠).
(وَاللهُ سَرِيعُ الْحِسابِ) حساب نصيب الكسب دونما تأخير هنا وفي الأخرى ، إذ لا مانع لحسابه ، ولا رادع لعدله وفضله ، فلما ذا التباطؤ في حساب الكاسبين : الساعين الداعين.
ولحساب الله تعالى كل حساب ، حساب العدل والفضل في كلّ من الكسب والجزاء ، دونما ظلم ولا نقير ، ودون أي تأخير عن أجله الآجل او العاجل قضية الحكمة الربانية ، فحساب الأخرى هو في الأخرى ، وحساب الأولى في الأولى ، إلّا ما يجازي به في الأخرى.
ذلك وكما الله سريع الحساب في أصل الدعاء ، حيث يجيب دعوة الداع بحسابها وحساب المصلحة ، واقعية وزمنية ، دون إجابة فوضى لأنك دعوت ، فإذا كانت الإجابة صالحة فلا تأخير عن وقتها الصالح.
فهي ـ إذا ـ سرعة عليمة حكيمة قديرة جديرة بساحة الربوبية ، دون تسرّع جاهل ، ام تباطئ قاحل.