أرجح ، رياضة زائدة على واجبه ، وقد تكون التعجل أرجح رعاية لأهله الذين ينتظرونه وكما يروى عن الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) «إذا قضى أحدكم حجة فليعجل الرحلة إلى أهله فإنه أعظم لأجره» (١).
ثم المستفاد من (فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ) في التخير لمن اتقى وسواه لسواه ، وجوب البيتوتة ايام التشريق بمنى ، فلا يجوز النفر فيها إلّا خروجا لأداء سائر المناسك أم لضرورة محرجة مخرجة.
(وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) (اتَّقُوا اللهَ) على أية حال إحراما وسواه ، رقابة كاملة كافلة لتقواكم عن طغواكم (وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ) جميعا بتقواكم وطغواكم «إليه» لا إلى سواه «تحشرون».
ذلك قسم عظيم من الحج وقد يروى عنه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قوله : «لتأخذوا مناسككم فاني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه» وقدر روى صورة منها جابر مهما سقط منها ما هو بحاجة إلى جابر كطواف النساء والحلق ورميات ايام التشريق أما شابه (٢).
__________________
(١) الدر المنثور ١ : ٢٣٧ ـ أخرج الحاكم وصححه عن عائشة أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: ...
(٢) الدر المنثور ١ : ٢٢٥ ـ اخرج مسلم وابو داود والنسائي عن جابر قال : رأيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يرى على راحلته يوم النحر ويقول : لتأخذوا ... وفيه اخرج ابن أبي شيبة وابو داود والنسائي وابن ماجة عن جعفر بن محمد عن أبيه (عليهما السّلام) قال : دخلنا على جابر بن عبد الله فقلت : أخبرني عن حجة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فقال : إن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مكث تسع سنين لم يحج ثم اذن في الناس في العاشرة ان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) حاج ، فقدم المدينة بشر كثير كلهم يلتمس أن يأتم برسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ويعمل بمثل عمله ، فخرج رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وخرجنا معه حتى اتينا ذا الحليفة فصلّى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في المسجد ـ