ـ فقال : هذه مخاطبة لنا خاصة أمر الله تبارك وتعالى كل إمام منا أن يؤدي الإمام الذي بعده يوصي إليه ثم هي جارية في ساير الأمانات ولقد حدثني أبي عن أبيه أن علي بن الحسين عليهما السّلام قال لأصحابه : عليكم بأداء الأمانة فلو أن قاتل الحسين (ع) ائتمنني على السيف الذي قتله به لأديته إليه.
وفيه عن أصول الكافي بسند متصل عن أحمد بن عمر قال : سألت الرضا (ع) عن قول الله عز وجل (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ ..) قال : هم الائمة من آل محمد (ص) أن يؤدي الإمام الأمانة إلى من بعده ولا يخص بها غيره ولا يزويها عنه.
وفيه عن الكافي محمد بن يحيى رفعه قال قال أبو عبد الله (ع): لا تنظروا إلى طول ركوع الرجل وسجوده فإن ذلك شيء اعتاده فلو تركه استوحش لذلك ولكن انظروا إلى صدق حديثه وأداء أمانته.
وفيه قال أبو عبد الله (ع) في وصية له : اعلم أن ضارب علي بالسيف وقاتله لو اتمنني واستنصحني واستشارني ثم قبلت ذلك منه لأديت إليه الأمانة.
وفي الدر المنثور ٢ : ١٧٥ عن الحسن في الآية أن النبي (ص) كان يقول : أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا ثخن من خانك ، وفيه ١٧٤ ـ أخرج ابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في الآية قال : لما فتح رسول الله (ص) مكة دعا عثمان بن أبي طلحة فلما رآه قال : أرني المفتاح فأتاه به فلما بسط يده إليه قام العباس فقال يا رسول الله (ص) بأبي أنت وأمي اجعله معي في السقاية فكف عثمان يده فقال رسول الله (ص) أرني المفتاح يا عثمان فبسط يده يعطيه فقال العباس مثل كلمته الأولى فكف عثمان يده ثم قال رسول الله (ص) يا عثمان إن كنت تؤمن بالله واليوم الآخر فهاتني المفتاح فقال : هاك بأمانة الله فقام ففتح باب الكعبة فوجد في الكعبة تمثال إبراهيم معه قداح يستقسم بها فقال رسول الله (ص) ما للمشركين قاتلهم الله وما شأن إبراهيم وشأن القداح ثم دعا بحفنة فيها ماء فأخذ ماء ثم غمس بها تلك التماثيل وأخرج مقام إبراهيم وكان في الكعبة ثم قال : أيها الناس هذه القبلة ثم خرج فطاف بالبيت ثم نزل عليه جبريل فيما ذكر لنا برد المفتاح فدعا عثمان بن طلحة فأعطاه المفتاح ثم قال : «إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها حتى فرغ من الآية» وفيه أخرج الطبراني عن ابن عباس قال قال رسول الله (ص) خذوها يا بني طلحة خالدة تالدة لا ينزعها منكم إلّا ظالم يعني حجابة الكعبة.