الثابت صدوره عن أئمة أهل البيت ـ فضلا عن غيرهم ـ لا يعتمد عليه لمكان التقية في قسم منه ، ولا تقية في السنة الرسالية وبأحرى في كتاب الله ، إذا فهما المرجعان الأصيلان ، ولا يعرف ثانيهما أيضا إلا بموافقة الأول أو عدم مخالفته.
إذا فمصدر الشريعة اثنان لا ثالث لهما ، وهما : كتاب الله وسنة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأولوا الأمر هم الحملة المعصومون (عليهم السّلام) للسنة دونما استقلال بجنبها أبدا.
وهنا الخطاب يعم كافة المؤمنين على مدار الزمن الرسالي (١) قضية حقيقية تحلّق على الطول التاريخي والعرض الجغرافي الإيماني السامي.
فكما الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) نفسه لا يعنى من هذا الخطاب لاستلزامه فرض طاعته نفسه ، كذلك (أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) هم ـ ولا بد ـ النسخة التالية للرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مهما كانوا هم أنفسهم مأمورين بطاعة الرسول في آيات أخرى ، وكما الرسول مأمور بطاعة الله ، ولكن (الَّذِينَ آمَنُوا) هنا ليست لتشمل المطاع ، فإنما هو المطيع ، طاعة لله ثم للرسول ومن ثم لأولي الأمر منكم.
(أُولِي الْأَمْرِ) هنا في أدب اللفظ وحدب المعنى ليست لتقبل غير الخلفاء المعصومين للرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) الحاملين رسالته كما حمّل ، الصادرين عنه كما هو صادر عن الله دون أي خطأ قاصر أو مقصر.
فأدب اللفظ يقضي بتعلق «منكم» بمقدر ككائنين : (أُولِي الْأَمْرِ)
__________________
(١) في تفسير العياشي عن بريد بن معاوية عن أبي جعفر عليه السّلام في حديث : ثم قال للناس (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) فجمع المؤمنين الى يوم القيامة ، (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) أيان عني خاصة ...