وذكر التجارة عن تراض بين كل موارد أكل المال بالحق يشي الى فضلها على سائر الأكل كما في حديث الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأئمة أهل بيته الكرام (عليهم السّلام) (١).
وصحيح أن (إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً عَنْ تَراضٍ) لا تحصر أكل المال بالحق في نفسها ، ولكنها تحصر حل التجارة بما كانت عن تراض ، فشرط التراضي يحلّق على كافة التجارات والمعاملات دونما استثناء.
فمن أكل المال بالباطل ـ مهما كان تجارة ـ القرض دون نية الأداء وإمكانيته ، حيث النية والإمكانية هما شرطان للحل في القرض ، والدافع لا يرضي إلا
__________________
(١) الدر المنثور ٢ : ١٤٤ ـ أخرج الترمذي وحسنه والحاكم عن أبي سعيد الخدري عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) التاجر الصدوق الأمين المسلم مع الشهداء يوم القيامة ، وفيه أخرج الحاكم والبيهقي في سننه عن أبي بردة قال : سئل رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أي المكسب أطيب أو أفضل؟ قال : عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور ، وفيه أخرج سعيد بن منصور عن نعيم بن عبد الرحمن الأزدي قال قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): تسعة أعشار الرزق في التجارة والعشر في المواشي ، وفيه أخرج الاصبهاني عن أنس قال قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) التاجر الصدوق في ظل العرش يوم القيامة ، وفيه أخرج الاصبهاني عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): أن أطيب الكسب كسب التجار الذين إذا حدثوا لم يكذبوا وإذا وعدوا لم يخلفوا وإذا ائتموا لم يخونوا وإذا اشتروا لم يذموا وإذا باعوا لم يمدحوا وإذا كان عليهم لم يمطلوا وإذا كان لهم لم يعسروا ، وفيه أخرج الحاكم وصححه عن رفاعة بن رافع أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال : إن التجار يبعثون يوم القيامة فجارا إلا من اتقى الله وبر وصدق ، وفيه أخرج أحمد والحاكم وصححه عن عبد الرحمن بن شبل سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول : إن التجار هم الفجار قالوا يا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قد أحل الله البيع ، قال : بل ولكنهم يحلفون فيأثمون ويحدثون فيكذبون ، وفيه أخرج الأصبهاني في الترغيب عن صفوان بن أمية قال قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) اعلم إن عون الله مع صالحي التجار.