سائر الظلم؟ و (ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ) تحلّق على كل تخلف عن شرعة الله ، ظلما بالرسول أو سواه ، أم عصيانا لا يحمل ظلم الغير ، ثم (وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ) بما أنه رسول ، لا فقط الرسول المظلوم.
فليست شؤون نزول الآيات بالتي تختص الآيات بمواردها ، فإنما العبرة بطليق النص دون خصوص المورد ، بل والمورد هنا أعم من ظلم الرسول (١).
إذا فالرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) هو كأصل بين الشفعاء وسيط في الاستغفار عن أي ظلم لمكانته العليا عند الله.
ولأن ظلم الرسول عصيان لله وعصيان للرسول ولا سيما في التحاكم إلى الطاغوت ، وقد يقبل التوبة بتلك الشفاعة الكريمة ، فبأحرى سائر الظلم وسائر الذنوب أن تقبل التوبة عنها ، فباب التوبة إلى الله مفتوحة بمصراعيها إذا قدّمت شروط قبولها المسرودة في الذكر الحكيم.
وترى ان الله ليس بقابل التوبة عن عباده إلّا إذا جاءوا الرسول واستغفروا الله واستغفر لهم الرسول؟ وآيات التوبة طليقة ككل ، وليست هذه اليتيمة لتقيدها كلها بشريطة الشفاعة!.
أجل ولكن التأكد من قبول التوبة مشروط بشفاعة الاستغفار من الرسول ، وكما كان مشروطا في مجال آخر بعمل السوء بجهالة والتوبة من قريب ، فالتائب من قريب عن ذنب بجهالة يتوب الله عليه ، وكذلك مطلق التائب عن ذنب بعلم مهما كان من بعيد إذا جاء الرسول فاستغفر الله واستغفر له الرسول.
ثم ترى هل تعدوا شفاعة الاستغفار إلى الائمة من آل الرسول (صلّى الله
__________________
(١) كما ورد في الحديث الثاني في شأن نزولها عن علي بن الحسين (عليهما السّلام).