عليه وآله وسلّم)؟ أجل وعلى هامش الرسول دونما استقلال لهم وجاه الرسول ، فقد تقول «اللهم صل على محمد وآل محمد وبحقهم علي اغفر لي» وما أشبه ، دون أن تفرد آله وتتركه نفسه.
(فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (٦٥).
هذه شروط ثلاثة لواقع الإيمان : ١ (حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ) ٢ (ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ) ٣ (وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً).
فلأن قرار النفس هي مقر الإيمان فليحكموك فيما شجر بينهم قضية الإيمان بهذه الرسالة القدسية (ثُمَّ لا يَجِدُوا) مهما فتشوا «في أنفسهم» وقلوبهم وكل خطرات أنفسهم «حرجا» وضيقا «مما قضيت» ثم «ويسلموا» لكل قضاءك وأمرك ونهيك «تسليما» طليقا دونما شرط (١).
أجل «فلا» إيمان لهؤلاء الأنكاد المتحاكمين إلى الطاغوت ، «وربك» الذي رباك بهذه التربية القمة الفائقة التصور «لا يؤمنون» صالح الإيمان (حَتَّى يُحَكِّمُوكَ) كرسول من الله (فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ) واختلط من أحكام زمنية أو روحية
__________________
(١) نور الثقلين ١ : ٤٢٣ في أصول الكافي قال أبو عبد الله (عليه السّلام): لو أن قوما عبدوا الله وحده لا شريك له وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وحجوا البيت وصاموا شهر رمضان ثم قالوا لشيء صنعه الله أو صنعه النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ألا صنع خلاف الذي صنع أو وجدوا ذلك في قلوبهم لكانوا بذلك مشركين ثم تلا هذه الآية ثم قال (عليه السّلام) : فعليكم بالتسليم.
وفيه عن الكافي عن زيد الشحام عن أبي عبد الله (عليه السّلام) قال قلت له : إن عندنا رجلا يقال له كليب فلا يجيء عنكم شيء إلا قال : أنا أسلّم فسميناه كليب تسليم ، قال : فترحم عليه ثم قال : أتدرون ما التسليم؟ فسكتنا فقال : هو والله الإخبات قول الله عز وجل (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَأَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ).