قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الفرقان في تفسير القرآن بالقرآن والسنة [ ج ٧ ]

163/476
*

بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلى أَلَّا تَعْدِلُوا) (٥ : ٨).

فهم سائر المؤمنين العالين في درجات الإيمان قدر ما يصلح كونهم من أصحاب الصراط المستقيم ، الذين نتطلب هدي صراطهم في صلواتنا ليل نهار.

ف «الشهداء» في طليق القول مهما تعم كل شهداء الأعمال والمستشهدين في سبيل الله نبيين او صديقين وشهداء الحق ولكنهم هنا غيرهما لقرنهم بهما ، وكذلك «الصالحين».

فهذه المقارنة المربعة تجعل كلا من هؤلاء الأربع على حدّه ، مهما اجتمعت كل هذه المواصفات او بعضها في البعض من هؤلاء الأكارم.

وطليق «الشهداء» يشمل هؤلاء الثلاث مهما كانوا درجات ثلاث ، فالصالحون الذين ليسوا بشهداء بأيّ من هذه المعاني الثلاثة هم المعنيون ب «الصالحين» هنا.

فالأنبياء المستشهدون في سبيل الله وهم شهداء الأعمال وشهداء الحق ، وهم صديقون عند الله ، وهم صالحون ، هؤلاء هم أصدق مصاديق المنعم عليهم ، ويرأسهم خاتمهم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) (ماتَ أَوْ قُتِلَ).

والصديقون الشهداء في أبعادها الثلاثة وهم الصالحون القمة بعد النبيين ، هؤلاء في الدرجة الثانية ، والشهداء بأبعادها هم بعد هؤلاء الصديقين ، ثم الصالحون.

والائمة من أهل بيت الرسالة المحمدية هم مجمع الثلاثة الأخر ، فإنهم الصديقون الأوّلون بهذه الرسالة القدسية ، وهم الشهداء بعد الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ووسطاء بينه وبين الأمة : (وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً