لمقترفي الكبائر حيث يعذب بهما لولا التوبة الصالحة.
ذلك كما وأن فتح باب التوبة في سائر المعاصي ليس فتحا لباب الاقتحام فيها ، إنما ذلك حكمة تربوية لمن ابتلاهم الله بالنفس الأمارة بالسوء ، ورحمة عليهم كيلا يتورطوا في العصيان حين لا تكفير بتوبة أو سواها.
وترى التكفير باجتناب الكبائر يعني ـ فقط ـ اجتناب كل الكبائر؟ قد تعني مقابلة «سيئاتكم» ب (كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ) تكفير كل سيئة تجتنب كبيرته ، فمن يجتنب الزنا تكفر عنه نظرة شهوة ، ومن يجتنب الشرك يكفر عنه الرئاء ، اللهم إلّا عن المصرّ في السيئات : (وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ. أُولئِكَ جَزاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ) (٣ : ١٣٦) وهذه قضية قابلة جمع الكبائر بجمع السيئات ، فالتارك لكل الكبائر تكفر عنه كل سيئاته ، فالتارك لكلّ تكفر عنه سيئتها المناسبة لها إن حصلت منه ، أم أية سيئة يناسب تكفيرها اجتناب تلك الكبيرة كما يعلم الله ، تأمل.
وتكفير الصغيرة بترك الكبيرة هو طبيعة الحال في ميزان الله رحمة تربوية لعباده الضعاف المجاهيل ، فالسيئة التي تظلم القلب قدرها ، يمحي ظلامها ترك الكبيرة قدرها وذلك معنى إذهاب الحسنات السيئات ، ثم وتبديل السيئات حسنات.
أم تعني طبيعة الحال في اجتناب الكبائر مهما تفلتت عنه كبيرة بطبيعة الحال ، والاجتناب تكلّف الجنب عن الكبائر ، وقد يتفلت في لمم ، فالكبيرة المتروكة دون تكلف لعدم وسائلها لا تعد من المجتنبة ، والنص «ان تجتنبوا»