المخيّرة بينهما تزيدنا حيرة (١).
ومن ثم المؤصّلة للمسيرة (٢) تقرر مصيرة الثمانية أنها إمارة وقتية غير
__________________
(١) منها صحيحة أبي أيوب عن أبي عبد الله (عليه السّلام) قال سألته عن التقصير فقال : في بريدين أو بياض يوم. ومثلها صحيحة أبي بصير عنه (عليه السّلام) ، وعن سماعة في الموثق قال سألته عن المسافر في كم يقصر الصلاة؟ قال : في مسيرة يوم وذلك بريدان وهما ثمانية فراسخ.
(٢) ومنها معتبرة فضل بن شاذان عن الرضا (عليه السّلام) قال : وانما وجب التقصير في ثمانية فراسخ لا أقل من ذلك ولا أكثر لأن ثمانية فراسخ مسيرة يوم للعامة والقوافل والأثقال فوجب التقصير في مسيرة يوم ، قال : «ولو لم يجب في مسيرة يوم لما وجب في مسيرة الف سنة وذلك لأن كل يوم يكون بعد هذا اليوم فانما هو نظير هذا اليوم فلو لم يجب في هذا اليوم لما وجب في نظيره» أقول : لو لم تكن المسيرة هي الأصيلة لما كان لتلك الحجة أصل ، فإنها لا تصلح في الثمانية ، انما هي صالحة في حدّ المسيرة لا سواها.
ورواه في العلل والعيون بالزيادة التالية : «وقد يختلف السير فسير البقر انما هو أربعة فراسخ وسير الفرس عشرون فرسخا وإنما جعل مسيرة يوم ثمانية فراسخ لأن ثمانية فراسخ هو سير الجمال والقوافل وهو الغالب على المسير وهو أعظم المسير الذي يسيره الجمالون والمكاريون» (الوسائل ٥ : ٤٩٣).
وموثقة محمد بن مسلم عن أبي جعفر (عليهما السّلام) قال سألته عن التقصير قال : في بريد قلت بريد؟ قال : «انه ذهب بريدا ورجع بريدا فقد شغل يومه» أقول : فشغل اليوم المحور الأصيل للقصر لا سواه وحسنة يحيى الكابلي انه سمع الصادق (عليه السّلام) يقول : كان أبي يقول : ان التقصير لم يوضع على البغلة السفواء والدابة الناجية وإنما وضع على سير القطار» (الوسائل ٥ : ٤٩١) وفي خبر عبد الوهاب عن أبي عبد الله (عليه السّلام) قال قلت له : كم أدنى ما يقصر فيه الصلاة؟ قال : جرت السنة ببياض يوم ، فقلت : ان بياض يوم يختلف يسير الرجل فيه خمسة عشر فرسخا ويسير الآخر أربعة فراسخ في يوم؟ فقال : انه ليس إلى ذلك ينظر أما رأيت سير هذه الأثقال بين مكة والمدينة ثم أومأ بيده : «أربعة وعشرين ميلا يكون ثمانية فراسخ» (الوسائل ٥ : ٤٩٢ ح ١٥) أقول : جرت السنة ببياض يوم نص في أصالته دون الثمانية وعن أبي جعفر الباقر (عليه السّلام) في حديث «وقد سافر رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلى ذي خشب وهي مسيرة يوم من المدينة يكون إليها بريدان أربعة وعشرون ميلا فقصر وأفطر فصارت ـ