بكل وجوهه ، ناسيا نفسه ونفسياته ، ذاكرا ربه على أية حال.
ذلك (وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى وَإِلَى اللهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ) (٣١ : ٢٢) وقد يروى عن رسول الهدى قوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لما سئل عن الإحسان «أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك» (١).
ومن خلة إبراهيم خليل الرحمن ما بدا منه حين علّق على المنجنيق فجاءه جبريل (عليه السّلام) فقال : كلّفني ما بدا لك قد بعثني الله لنصرتك فقال : بل حسبي الله ونعم الوكيل إني لا أسأل غيره ولا حاجة إلا إليه» (٢).
فقد سماه الله خليله لأنه لم يسأل أحدا شيئا قط ولم يسأل شيئا قط فقال لا (٣).
__________________
(١) في المجمع في هذه الآية وروى أن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) سئل عن الإحسان فقال ...
(٢) نور الثقلين ١ : ٥٥٤ في كتاب الاحتجاج للطبرسي حديث طويل عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول فيه قولنا : أن إبراهيم خليل الله فانما هو مشتق من الخلة أو الخلة فأما الخلة فانما معناها الفقر والفاقة وقد كان خليلا إلى ربه فقيرا وإليه منقطعا وعن غيره متعففا معرضا مستغنيا وذلك لما أريد قذفه في النار فرمى المنجنيق فبعث الله إلى جبرئيل فقال له : أدرك عبدي فجاءه فلقيه في الهواء فقال : كلفني ما بدا لك قد بعثني الله لنصرتك فقال : بل حسبي الله ونعم الوكيل إني لا اسأل غيره ولا حاجة إلا الله فسماه خليله أي فقيره ومحتاجه والمنقطع إليه عمن سواه إذا لم ينقطع اليه لم يكن خليله وإذا لم يعلم باسرار لم يكن خليله؟
وفيه في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا (عليه السّلام) من العلل باسناده إلى الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) قال سمعت أبي يحدث عن أبيه (عليهما السّلام) انه قال : انما اتخذ الله عز وجل ابراهيم خليلا لأنه لم يرد أحدا ولم يسأل أحدا قط غير الله.
(٣) المصدر ٥٥٥ في الكافي عن معاوية بن عمار عن زيد الشحام عن أبي عبد الله (عليه السّلام) قال : «ا إن ابراهيم (عليه السلام) كان أبا أضياف فكان إذا لم يكونوا عنده خرج يطلبهم ـ