واجبهم تجاه الله ، ترفيعا لدرجاتهم ، ومهنة حين يقصّرون كما في أحد ، ولن يضيع حق المؤمن بشرف الإيمان أينما كان.
فحين يجد المؤمنون سبيلا للكافرين عليهم في سلطة زمنية أماهيه ، فليس ذلك من جعله سبحانه في شرعة له أو تكوينا منه كما من عنده ، فصحيح أنه (كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللهِ) ولكن (ما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ) شخصيا أو من أنفس الآخرين.
فالسلطة الشرعية للكافرين على المؤمنين مستأصلة عن بكرتها في شرعة الله ، والسلطة الزمنية لهم عليهم كما الشرعية ليست من شرعة الله ، فإنما هي لقلة الهمم الإيمانية أمّاهيه من ملابسات قضيتها أن يتسلطوا علينا ردحا من الزمن و (لا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (٣ : ١٣٩) و (لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً وَإِنْ يُقاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ) (٣ : ١١١) ، والمخاطبون هنا هم المؤمنون المحققون شرائط الإيمان فرديا وجماعيا ، و (ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَها عَلى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ) (٨ : ٥٣).
وليس قتل الكافرين الأنبياء والائمة والصالحين سبيلا منهم عليهم (١)
__________________
(١)نور الثقلين ١ : ٥٦٤ في عيون الأخبار عن أبي الصلت الهروي قال قلت للرضا (عليه السّلام) يا بن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في سواد الكوفة قوم يزعمون أن الحسين بن علي (عليهما السّلام) لم يقتل وأنه ألقي شبهه على حنظلة بن أسعد الشامي وأنه رفع الى السماء كما رفع عيسى بن مريم (عليهما السّلام) ويحتجون بهذه الآية (وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً) فقال كذبوا عليهم غضب الله ولعنته وكفروا بتكذيبهم لنبي الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في اخباره بأن الحسين (عليه السّلام) سيقتل والله لقد قتل الحسين (عليه السّلام) وقتل من كان خيرا من الحسين أمير المؤمنين والحسن بن علي (عليهما السّلام) وما منا إلا مقتول وإني والله ـ