مجاهرا في فسقه (١) ليس مرفوضا بل وهو مفروض سياجا على الحرمات وهياجا على ترك المحرمات.
ذلك ، والسماح مخصوص بخصوص المتجاهر به والابتداع دون المستور وغير الابتداع ، ثم وفي المتجاهر به يجوز الجهر بالسوء في نفسه حيث المتجاهر لا حرمة له فيما تجاهر ، ولكنه إذا خلف إشاعة الفاحشة فلا ، حيث السماح لاغتيابه نسبي لحقه ، فلا يضيع حق الجماهير المسلمة بسماح الجهر بسوء ما فعله.
وقد تعني «من ظلم» ـ لمكان حذف الجار ـ كلّا من «من ظلم ـ لمن ظلم ـ على من ظلم» ف «ممن ظلم» أن يجهر بسوء ما فعل به استنصارا له أم فضحا على الظالم ، و «لمن ظلم» حين هو قاصر أو مقصر في الجهر بالسوء وقضية الإنتصار للمظلوم وتضعيف الظالم الجهر بسوء ما فعل فعلى القادر على ذلك الجهر أن يجهر «لمن ظلم» لصالحه وبديلا عنه.
وعلى هامشه «على من ظلم» حين لا يجهر ويستمر في الانظلام الذي هو ظلم من واجهة أخرى فكما يجهر بالسوء على الظالم لأنه ظلم ، كذلك على المظلوم لأنه ظالم في سكوته على قدرته وإمكانيته.
__________________
(١) ففي رواية هارون بن الجهم إذا جاهر الفاسق بفسقه فلا حرمة له ولا غيبة ، وفي أخرى : من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له ، ورواية أبي البختري : ثلاثة ليس لهم حرمة صاحب هوى مبتدع والإمام الجائر والفاسق المعلن بفسقه ، وصحيحة أبي يعفور في بيان العدالة : أن الدليل على ذلك أن يكون ساترا لعيوبه حتى يحرم على المسلمين تفتيش ما وراء ذلك من عثراته ، ورواية علقمة المحكية عن المحاسن : من لم تره بعينك يرتكب ذنبا ولم يشهد عليه شاهدان فهو من أهل العدالة والستر وشهادته مقبولة وإن كان في نفسه مذنبا ومن اغتابه بما فيه فهو خارج عن ولاية الله تعالى داخل في ولاية الشيطان.