غيره فغلط اليهود فيه وظنوا أنهم قتلوه وما قاله القرآن موجود عند طوائف نصرانية».
ويقول الموسيوارتست ذي بونسن الألماني (١) : إن جميع ما يختص بمسائل الصلب والفداء هو من مبتكرات ومخترعات بولص ومن شابهه من الذين لم يرووا المسيح وليست من الأصول النصرانية الأصلية.
وقال «ملمن» (٢) «إن تنفيذ الحكم كان في وقت الغلس وإسدال الظلام ، فيستنتج من ذلك إمكان استبدال المسيح بأحد المجرمين الذين كانوا في سجون القدس منتظرين حكم القتل عليهم كما اعتقد بعض الطوائف وصدقهم القرآن.
وعلى الجملة فإن أغلب الشعوب الشرقية قبل الإسلام رفضت مسألة الصلب والقتل بحق المسيح (عليه السّلام) حتى أن الباسيليوس الباسيليدي يقول : إن نفس حادثة القيامة ـ قيام المسيح بعد الصلب والقتل ـ هي من ضمن البراهين الدالة على عدم حصول الصلب على ذات المسيح ، ومعلوم أن نصارى سوريا هم الذين وقعت هذه الحادثة بينهم فهم أقرب الناس الى العلم بحقيقتها ، وكذلك من جاورهم من نصارى المصريين وغيرهم لحصول الجوار وقرب المسافة.
تناقض النقل الإنجيلي في رواية الصلب
ومما يوهن رواية الصلب ويستأصله هي التناقضات الثمان في النقل
__________________
(١) في ج ١ من تاريخ الديانة النصرانية.
(٢) في كتابه : الإسلام أي النصرانية الحقة ص ١٤٢.