هي بمتعلقاتها وأصولها الأساطيرية الغابرة طول تاريخ الوثنية قصة إباحية بربرية تفك كافة القيود المقررة في شرائع الله ، فهي ذات أهمية كبرى إيجابا من الإباحيين المتسترين في طليق شهواتهم بقشور ونقابات شرعية! وسلبا من الشرعيين الحقيقيين.
ولقد كان حامل شعلة الصلب المحرقة شرعة المسيح وكيانه هو بولص قائلا : «المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا لأنه مكتوب ملعون من علق بخشبة. لتصير بركة إبراهيم للأمم في المسيح يسوع لننال بالإيمان موعد الروح» (٣ غلاطية ١٣ : ١٤).
وكتابة اللعنة هذه هي التي في تثنية التوراة ٣١ : ٢٢ ـ ٢٣ : «وإذا كان على إنسان خطيئة حقها الموت فقتل وعلقته على خشبة فلا تبت جثته على الخشبة بل تدفنه في ذلك اليوم ، لأن المعلق ملعون من الله. فلا تنجس أرضك التي يعطيك الرب إلهك نصيبا».
هذا النص يعتبر المعلق المبيّت على خشبة ملعونا إذا كان عليه خطيئة حقها الموت ، وبولص يعتبر تلك اللعنة خلاصا لمن يعتقد في ذلك الفداء العارم التصفوي لكافة الذنوب ، الإباحي الطليق لكل عصيان!.
ولكي يؤكد على النجاة بلعنة الصليب عن لعنة الناموس يعتبر شريعة الناموس منسوخة بذلك الفداء قائلا : «الشريعة الموسوية غير واجبة على المسيحيين لأنهم تحت التوفيق (١) وتلكم الشرائع نسخت بعد صعود المسيح (٢) والمسيح حصر الشريعة في حب الله (إله الأقانيم!) وحب الجار
__________________
(١) روم ٤ : ١٤ ـ ١٥ و ٧ : ٤ و ٦ وغلاطية ٣ : ١٣ و ٢٥ و ٥ : ١٨.
(٢) غلاطية ٣ : ٢٤ وفس ٢ : ١٥ وعب ٩ : ١٠ ،