والذين يشهدون في الأرض هم ثلاثة) الروح والماء والدم والثلاثة هم واحد» (الرسالة الاولى ليوحنا ٥ : ٦ ـ ٨).
أما هذه فليست ككل من الآيات الإنجيلية ، فإن بين الهلالين منها ـ الذي هو من مستندات التثليث ـ مقحمة ملحقة من المثلثين كما يشهد له أقدم النسخ وكبار وعلماء الإنجيل (١).
__________________
(١) هنا (في السماء) و (الآب .. ـ إلى ـ هم ثلاثة) لا توجد في أقدم النسخ وكما تصرح بذلك الترجمة العربية عن الأصل اليوناني ـ التي هي مدار النقل في كتبنا كلها ـ فإن التنبيه الموجود في أول الكتاب المقدس هكذا» والهلالان () يدلان على أن الكلمات التي بينها ليس لها وجود في أقدم النسخ وأصحها ١.
إذا فتصريحة التثليث هنا الحاقية زيدت بأيدي الدساسين وكما يقول كبار المحققين من علماء الإنجيل أمثال كريسباج ـ شولز ـ هورن ـ المفسر الإنجيلي الكبير رغم تعصبه في الحفاظ على الأناجيل حيث يقول : هذه الجملة الحاقية يجب حذفها عن الإنجيل ، وقد تبعه جامعوا تفسير هنيري ـ اسكات آدم كلارك ، ثم اكستائن وهو من أعلم علماء التثليث ومرجعهم حتى الآن لا ينقل هذه العبارة في رسالاته العشر التي كتبها حول هذه الرسالة الإنجيلية ، إذا فلم تكن عبارة التثليث هذه في الإنجيل حتى القرن الرابع زمن اكستائن.
ذلك وقد تكلف اكستائن في إثبات الثالوث في مناظرته مع فرقة ايرين المنكرين له تكلفه في الآية (٨) قائلا : إن الماء هنا هو الآب والدم هو الابن والروح هو روح القدس.
فلو كانت تصريحة التثليث موجودة في زمنه في هذه الرسالة الإنجيلية لما اضطر إلى ذلك التكلف البارد ، والصحيح أن القصة من هذه الثلاثة نفس المسيح بجزئية الجسماني والروحاني.
وممن صرح بذلك الإلحاق القسيس الدكتور فندر الإلماني في ميزان الحق ، ويكتب المفسر الشهير هورن ١٢ صحيفة في التفتيش عن هذه الجملة وقد لخصها جامعوا تفسير هنري واسكات كالتالي :
لا توجد هذه العبارة في النسخ اليونانية قبل القرن ١٦ م فهي إذا ملحقة في نفس القرن ٢ لا توجد في المطبوعات الأولى ثم نراها بعدها ٣ لا توجد في شيء من التراجم إلّا اللاتينية بقلة ٤ لم يستدل لها أحد من القدماء والمؤرخين الكنيسيين ٥ زعماء بروتستانت الروحيون هم بين مسقط لهذه العبارة ومبق لها علامة بضميمة علامة الشك والتزييف.