ذلك وكما أن روح آدم (عليه السّلام) منه : (فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي) (١٥ : ٢٩) وكذلك أرواح بنيه ككل : (.. وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ. ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ. ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ) (٣٢ : ٩).
ف «روح منه» كما «روحنا» (١٩ : ١٧ و ٢١ : ٦٦ : ١٢) ك «من روحه» هنا مهما امتازت روح المسيح (عليه السّلام) بميزتي خرق العادة والمحتد الروحي الرسالي ، ولكن روح محمد وأرواح المحمديين من عترته هي روح الأرواح كلها ، محلقة على الروحيات والروحانيات كلها.
ويعجب الإنسان ـ وهو يرى وضوح القضية بكاملها ـ من فعلة الهوى ورواسب الوثنية التي عقّدت قضية المسيح هكذا الوقيح أن ألهوه ثم اختلفوا فيما اختلقوه.
(فَآمِنُوا بِاللهِ) أنه الله «ورسله» أنهم رسل الله ، دونما تداخل بين الرسالة والألوهية ولا تبدل «ولا تقولوا» آلهة «ثلاثة» على مختلف التفسير الثلاثي : أنها إله واحد أو (ثالِثُ ثَلاثَةٍ) إله الأصل أو المسيح ، أو الثنوية المريمية تناسيا عن الإله الأصل «انتهوا» عن هذه الهرطقات يك (خَيْراً لَكُمْ) من ذلك الشر الطليق الحميق.
(إِنَّمَا اللهُ إِلهٌ واحِدٌ) في ذاته وصفاته ومعبوديته وسائر شؤون ألوهيته
__________________
ـ رسول الله (صلّى الله عليه وآله سلّم): «لما أسري بي إلى السماء أوحى إلى ربي جل جلاله فقال : يا محمد! إني اطلعت إلى الأرض اطلاعة فاخترتك منها فجعلتك نبيا وشققت لك من اسمي اسما فأنا المحمود وأنت محمد ثم اطلعت ثانية فاخترت منها عليا وجعلته وصيك وخليفتك وزوج ابنتك وأبا ذريتك وشققت له اسما من أسمائي فأنا العلي الأعلى وهو علي وخلقت فاطمة والحسن والحسين من نوركما ثم عرضت ولايتهم على الملائكة فمن قبلها كان عندي من المقربين».