قمة سلطانها ، فإذا استطاع الرجل أن يقهر دوافعه أمام ذلك الإغراء فقد أسقط من يد المرأة الناشزة أقوى أسلحتها وأمضاها ، فلترجع ـ إذا ـ الى الملاينة والطاعة.
وإنها هجرة في أمكن محالها اتصالا وهي المضاجع ، لا هجرا أمام الغرباء يذل الزوجة دونما لزوم ، وحيث لا يبقى لها عرضا ووجاهة ، ولا هجرا أمام الأطفال الناشئة يورث في نفوسهم الشر والفساد ، فتزداد الزوجة ـ إذا ـ نشوزا واستعلاء ، فالمقصود هنا علاج النشوز دون الانتقام من الزوجة وإفساد الأطفال.
ولكن هذه الخطوة ايضا قد لا تفلح ، وهنا يأتي دور العلاج الأخير «واضربوهن» فليس كذلك ضربا للانتقام ، ولا أمام غيرها كالهجر ، بل هو ضرب من الضرب ليس فيه إبراح ولا جراح ، فإنما هو علامة أنها قد خرجت من الأدب الإنساني لحد الحيوان فلتصلح حالها لكي تستمر عيشتها مع ذلك الإنسان.
فهذه اجراءات متدرجة في علاج نشوزهن المخيف ، لا سواه من غير مخيف أو محتمل ، فكيف يجوز ضرب الزوجة المسكينة مخافة أن تنشز وإن قليلا ، وهي ـ إذا ـ تسمح بضرب الزوجات على أية حال إلا المعلومة عدالتها ، فإن كل ترفع عن واجبات الزوجية نشوز ، والأمر بضربهن وقبله هجرهن في المضاجع يقتضي إذا دائم الهجر والضرب قضية دوام الخوف من نشوز مستقبل.
وليست هذه الإجراءات إلّا للإصلاح بعد واقع الفساد المخيف ، دون أصله فضلا عن خوف وقوعه.
وهي ليست بخاصة للأزواج على زوجاتهم ، وإنما هي في الأغلبية الساحقة حيث يخاف نشوزهن ، فإن خفن ـ هن ـ ايضا نشوزهم فقد تجري