«فكيف» ـ إذا ـ تكون حال هؤلاء الكفرة أمام الشهداء وأمام شهيد الشهداء إلا فضيحة وعارا ، إضافة الى شهداء الأعضاء والأجواء والكرام الكاتبين (١).
(يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثاً) ٤٢.
قد يعنى من (الَّذِينَ كَفَرُوا) كفرهم بالله حيث يقابل ب (وَعَصَوُا الرَّسُولَ) عصيانا لرسالته أو عصيانا لامرته ، فإن طاعته رساليا هي بعد طاعة الله إلهيا ، فالكافرون بالله والعاصون رسول الله كفرهم مطلق مطبق لا منفذ له إلى إيمان ، فيودون يوم القيامة (لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ) بموت الفوت فلا حياة لهم بعد الموت كما (يَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً) عند البعث أم منذ الخلق فلا أخلق إنسانا.
وقد يشهد طليق (وَعَصَوُا الرَّسُولَ) على عقاب الكفار على الفروع كما يعاقبون على الأصول.
(وَلا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثاً) وقد يعني سلب الكتمان تحسّره إلى واقعه ، فقد يود الذين كفروا «لولا يكتمون الله حديثا» يوم الدنيا وقد كتموه كل حديثهم كأنه لا يعلم كثيرا مما يفعلون أو ينوون ، ثم وهم بطبيعة الحال بعد
__________________
ـ علي ، قلت : يا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) اقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال : نعم إني أحب أن أسمعه من غيري فقرأت سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية (فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ ...) فقال : حسبك الآن فإذا عيناه تذرفان ، وفيه مثله عن عمرو بن حريث قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لعبد الله بن مسعود ... فاستعبر رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وكف عبد الله ، وفيه في ثالث فبكى حتى اضطرب لحياه وجنباه ...
(١) ولقد حققنا القول حول الشهادة والشهداء في آية النحل : (وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنا بِكَ شَهِيداً عَلى هؤُلاءِ ..) (٨٩) فراجع.