إذا ف «إني معكم» و (لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ..) كما إني معكم أنتم الرقباء بعد تطبيقكم هذه الشروط.
فهنا جزاء متقدم (إِنِّي مَعَكُمْ) وآخر مؤخر «لأكفرن» وبينهما شروط ستة ، أو «إني معكم» تختص بالنقباء قضية نقابتهم ومن قضاياها تحقيق الشروط الستة ، ثم الجزاء المؤخر يختص بسائر بني إسرائيل إن حققوا تلك الشروط.
أو «إني معكم» تعني المعية الرحيمية للنقباء والذين يحققون شرائط الإيمان ـ الستة ، وتعني الرحمانية وهي معية العلم والقدرة للفريقين إيمانا وكفرا.
(فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ مِنْكُمْ) وهم بنو إسرائيل دون نقباءهم (فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ) حيث توفرت عليهم الحجة الرسولية بالرسول والرسالية بالنقباء.
(فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنا قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزالُ تَطَّلِعُ عَلى خائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) ١٣.
(فَبِما نَقْضِهِمْ) بني إسرائيل دون نقباءهم ، فإن بعيث الله لا ينقض ميثاقه ، وأخذ هذا الميثاق كان ـ فقط ـ على بني إسرائيل إذ قوبلوا بنقبائهم.
ودور «ما» هنا علّه دور التأكيد والإبهام لفرض الإكبار لميثاقهم والتحقير لنقضهم إياه ، أم هي موصولة صلته (نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ) فبالذي نقضوا من ميثاقهم ، أم موصوفة وصفها الجملة ، فلا تبقى دون معنى على أية حال.
(فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ) في المواد الست «لعناهم» تبعيدا عن ساحتنا الربوبية حيث لن تشملهم «إني معكم» في حقلها الرحيمي الخاص