هؤلاء اللئام ، فإلى من يشكو حاله إلّا إلى الله الملك العلّام ، يشكو بثه وحزنه ونجواه إلى الله حيث يعلم من الله ما لا يعلمون ، إنه لا تربط بهم بعد ذلك النكول الكافر أية رابطة صالحة ، لا نسب ولا تاريخ ولا جهد سابق ، فإنما الرباط فيما بين كان الدعوة إلى الله وقد فشلت وشلّت ، متقطعا عنهم من كل وشائج الأرض حين تنقطع العقيدة الصالحة ، فما هي الجدوى ـ إذا ـ في كونه معهم ولم يعمل فيهم طائل الزمن الرسالي إلّا بعدا ، اللهم إلّا قلة قليلة منهم.
وترى ماذا عنى موسى (ع) من (لا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي)؟ وهناك معه رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ومعهما سائر النقباء وسواهم من الذين يخافون ، وقد أدوا رسالة موسى في هذه الحالة المحرجة؟.
فهل نتوسع في «أخي» أنها جنس الأخ ، شاملة لإخوته في الإيمان إلى أخيه هارون في النسب والرسالة؟ وصالح التعبير عن هذه الجمعية «إخوتي»!.
أم «لا أملك» في نفاذ الدعوة الرسالية على ضوء الولاية المطلقة الشرعية إلّا نفسي وإلا أخي؟ فكذلك الأمر! حيث نفذت في الذين يخافون وأنعم الله عليهم : (وَمِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ) (٧ : ١٥٩) وذلك في زمن موسى (ع) حيث يتلوها (... وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى ..).
أم «لا أملك» أنا «إلّا نفسي» في تطبيق أمرك «و» لا يملك كذلك «أخي»؟ فكذلك الأمر! إضافة إلى أن صالح التعبير ـ إذا ـ «إني وأخي لا نملك إلا أنفسنا»! مع أنهما ملكا أمر الولاية الشرعية وقد أثرت فيمن أثرت.
(إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي) قد تعني ملك تطبيق الرسالة في هؤلاء الفاسقين ، فله ملك الرسالة الأصلية ولأخيه ملك الرسالة الفرعية ـ وهو