(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبارَ)(١٥).
تكتيكات حربية إسلامية يذكر منها هنا شطرات هامة لمسارح الزحف ، إذا طبّقت كانت من قضاياها الإنتصار إلى جنب ما على المحاربين المسلمين من سائر الشروطات المسرودة في الكتاب والسنة.
و (الَّذِينَ آمَنُوا) خطاب لعامة المؤمنين أيا كانوا وأيان ، كما (الَّذِينَ كَفَرُوا) يعمهم كلهم دون اختصاص ببدر وسواها زمن الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) أم سواه.
وهنا اللقاء زحفا هو موضوع لشديد النهي عن تولية الأدبار ، وصحيح أن الضابطة الثابتة في لقاء العدو هي حرمة الفرار إلّا ولكن اللقاء زحفا هو أهم مواضيع الحكم.
والزحف هو الدنو رويدا على مهل ، من الذين كفروا إلى الذين آمنوا أم منهم إليهم ، أو الزّاحف منهما ، ولأن اللقاء زحفا ليس إلا بحساب من الزاحف وتحسّب من المزحف إليه ، تحاسب حسب الملابسات المحيطة بالطرفين ، فالأصل فيه حرمة تولي الأدبار ، وهو من السبع الموبقات (١).
__________________
ـ عاقل بن أبي البكير حليف لهم من بني سعد قتله مالك بن زهير ، ومهجع مولى عمر بن الخطاب قتله عامر بن الحضرمي ومن بني الحارث بن فهر صفوان بن بيضاء قتله طعيمة بن عدي ـ
ومن الأنصار ثم من بني عمرو بن عوف ، مبشر بن عبد المنذر قتله أبو ثور وسعد بن خيثمة قتله عمرو بن عبدود ويقال طعيمة بن عدي ومن بني عدي بن النجار حارثة بن سراقة رماه حنان بن العرقة بسهم فأصاب حنجرته فقتله ، ومن بني مالك بن النجار عوف ومعوذ ابنا عفراء قتلهما أبو جهل ، ومن بني سلمة عمير بن الحمام بن الجموح قتله خالد بن الأعلم ومن بني زريق رافع بن المعلى قتله عكرمة بن أبي جهل ، ومن بني الحارث بن الخزرج يزيد بن الحارث قتله نوفل بن معاوية فهؤلاء الثمانية من الأنصار.
(١) نور الثقلين ٢ : ١٢٨ في عيون الأخبار في باب ما كتب به الرضا (عليه السلام) إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل : وحرم الله تعالى الفرار من الزحف لما فيه ...