(عليهم السلام) وكما يروى متواترا عنه (صلّى الله عليه وآله وسلم) قوله : «عدوي عدو الله» (١) و «عدوه عدوي» (٢) و «من عاداه فقد عادى الله» (٣) «اللهم وال من والاه وعاد من عاداه» (٤).
ولأن أعداء الطاقات المكافحة بحاجة إلى أموال وما أشبه كما هي بحاجة إلى سائر الاستعدادات ، فليكن المؤمنون على نبهة ويقظة دائمة أن الإنفاق في هذه السبيل مفروض قدر الحاجة المكافحة ، وهو يوفّى إليهم عاجلا هنا وآجلا في الأخرى : (وَما تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللهِ) أيا كان ذلك الشيء ، من شيء المال والثقافة والعقلية الإيمانية أماهيه (يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ) فمادة الإنفاق ـ إذا ـ أيّا كان هي منكم وإليكم على أية حال.
ذلك إعلان المحاربة من الضفة الإيمانية إلى الضفة الكافرة بكامل الإعدادات إن هوجموا نفسيا أو عقيديا ، فالحرب الإسلامية ـ إذا ـ ليست إلا وقائية دفاعية ولذلك :
(وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)(٦١).
فإذا جنح فريق من الكفار إلى مسالمة المعسكر الإسلامي وموادعته فإن على القيادة الإسلامية أن تجنح لها :
أجل «ولا تدفعن صلحا دعاك إليه عدوك ولله فيه رضى فإن في الصلح دعة لجنودك وراحة من همومك وأمنا لبلادك ، ولكن الحذر كل الحذر من عدوك بعد صلحه ، فإن العدو ربما قارب ليتغفل ، فخذ
__________________
(١) ملحقات إحقاق الحق ٤ : ٤٩ و ٦ : ٤٠٦ و ١٦ : ٦١٣ ـ ٦١٤ و ٢٠ : ٢٢٦.
(٢) المصدر ٤ : ٤٩ ـ ٥٠ ٢٩٥ ـ ٢٩٧ و ٦ : ٤٠٦ ـ ٤١٧ و ١٦ : ٦١٣ ـ ٦١٤ و ٢٠ : ٢٢٦.
(٣) المصدر ٥ : ٤١.
(٤) المصدر ٢ : ٤٢٦ ـ ٤٦٥ و ٣ : ٣٢٢ ـ ٣٢٧ و ٦ : ٢٢٥ ـ ٣٠٤ و ٧ : ٥٣ ـ ٥٦ و ١٦ : ٥٥٩ ـ ٥٨٧.